مبدأ الفصل بين الآمرين بالصرف و المحاسبين في قانون المالية

0
مبدأ الفصل بين الآمرين بالصرف و المحاسبين: يشكل هذا المبدأ قوام النظام المالي و مفاده أن الذين يوجهون أوامر التنفيذ، ليسوا هم الذين ينجزونها      و إنما يتكفل بذلك موظفون عموميون منفصلون عن أصحاب الأمر و القرار المالي، و يستند هذا الفصل إلى جملة من المبررات:

       * يسمح بتوزيع و تقاسم المهام بين عمليتين: الأولى إدارية و تتمثل في الإلتزام و التصفية و الأمر بالصرف، حيث تتطلب مهارات و قدرات إدارية معينة، كإختيار الموظفين الجدد، و معاينة الأشغال و إبرام الصفقات، و ذلك بإستعمال وسائل و طرق تقنية و إدارية.

أما العملية الثانية فتخص تحريك الأرصدة بقبض الإيرادات أو دفع النفقات، و هي تتشابه في كل المصالح العمومية خلافا للعملية الأولى التي تختلف من إدارة إلى أخرى، حيث مضمون التصرفات الإدارية واسع و متشعب، في حين العمليات المحاسبية تتسم بالتجانس و هو ما يبرر إسنادها إلى أعوان متميزين عن أعوان الطائفة الأولى.

       * يمكن للوزير المكلف بالمالية من مراقبة الأرصدة العمومية في إطار وحدة الصندوق و بالتالي إشرافه و رقابته على الأعوان المكلفين بتحريك هذه الأرصدة              و خضوعهم له من حيث التعيين و العزل و الترقية و غيرها.
       * يقوم الآمرون بالصرف بمسك حسابات إدارية تخص الإلتزام و الأمر بالصرف في حين يرتب المحاسبون حسابات تسيير ( دخول و خروج الأرصدة ) فتسهل المراقبة من خلال مقارنة النوعين من الحسابات و إستخلاص مواقع الخلل.

       * من شأن مبدأ الفصل فضلا عن تسهيل المراقبة منع التزوير، حيث يشكل كل واحد منهما مراقبا للآخر، يتفحص حساباته، فتقل فرص التواطؤ و الإختلاس عن ما يمكن حدوثه لو كلف العون الواحد بالإلتزام و التسديد معا، و هو ما تمنعه صراحة المادة 55 من القانون 90/21 المؤرخ في 15 أوت 1990 و المتعلق بالمحاسبة العمومية " كما لا يجوز لأزواج الآمرين بالصرف بأي حال من الأحوال أن يكونوا محاسبين معينين لديهم ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه