أساليب تبيض الأموال

0
أساليب تبيض الأموال


 يلجا مبيضي ألموال إلى العديد من الأساليب للخداع و التمويه قصد إضفاء الشرعية على الأموال الناتجة عن نشاطاتهم الإجرامية، حيث قد يستترون من خلال إيداع متحصلاتهم لدى البنوك كما قد يستعملون طرقا بعيدة عن البنوك يصعب بمكن حصرها. 


1- تبييض الأموال خارج الدوائر البنكية
وهذا الأسلوب من بين الأساليب الشائعة القابلة للتحديث و التطور حسب ظروف المكان والزمان و من بينها:
1-1 / إبرام صفقات وهمية: وتتم هذه الطريقة باقتناء صاحب المال لمحل تجاري أو شركة في البلد الذي يتم جلب المال منه ويقوم بنفس الأمر في البلد الذي يودع فيه أمواله وتتجسد عملية التبييض بقيام المبيض بشراء سلع أو خدمات من الشركة التي يرسل إليها الأموال وذلك عن طريق صفقات صورية يعتمد خلالها على:
1-2/ التصريح بأسعار السلع أو الخدمات بقيمة مرتفعة نسبيا عن القيمة الحقيقية وأن الفارق هو قيمة المال الذي تم تبييضه.
1-3/ إرسال فواتير مزورة و يكون المبلغ المدفوع هو قيمة المبلغ الذي تم تبييضه
1-4/ شراء السلع النفيسة كالذهب و المجوهرات و السيارات الفاخرة و اللوحات الزيتية النادرة، ثم يعاد بيعها مقابل صكوك بنكية مضمونة الدفع، تليها عملية فتح حسابات بقيمتها و تعقبها العديد من التحويلات بيالشركات -فروعه مما يصعب معه تحديد المصدر الأصلي للمال.
1-5/ استخدم الشركات
         قد تتم عمليات تبييض الأموال من خلال الشركات التي تمارس أنشطة تجارية أو خدمات " أي غير تجارية" حيث تلعب دور الوسيط بين أصحاب رؤوس الأموال غير المشروعة من أجل إضفاء صفة المشروعية عليها و من بين هذه الشركات  - الشركات لوهمية أو الواجهة  و الشركات الورقية .
-الاستثمار في القطاع السياحي:  يقوم المبيضون بإنشاء أو شراء مطاعم و ملاهي أو مدن سياحية و يعملون على إدارتها بطريقة تظهر أن الأموال المبيضة بمثابة أرباحا ناتجة عنها.
-الشركات الوهمية أو الواجهة: وهي شركالشرطات، مستترة يصعب على الحكومات الإطلاع على مستنداتها المالية كما أنها كيانات بدون هدف تجاري، يتم إنشاء هذه الشركات بأموال المبيضين قصد إخفاء نشاطاتهم الإجرامية و تبييض الأموال عائداتها فهي شركات صورية [1] حيث لا يجرى بشأنها أي شكل من أشكال التوثيق ولا يظهر هذا النوع من الشركات إلا من خلال وثائق الشحن أو أوامر التمويل.
         وتتنوع الأساليب التي تلجأ إليها هذه الشرطات ، إذ تقوم أحيانا باقتناء البضائع بسعر منخفض ويوضع السعر الحقيقي في حساب الشركة الأخرى في إحدى الدول الأجنبية تتميز بالتساهل وعدم التعقيد في مجال التشريع الملي و الضريبي [2] ، وأن الفارق بين السعر الحقيقي و السعر الذي تم تخفيضه هو قيمة المال الذي يتم غسله ، كما تلجأ الشركة إلى إحداث أو افتعال  نزاعات قضائية بين فروعها أو بين شركتين تنتمي إلى نفس المجموعة للشركات الصورية الإجرامية تتواجدان في دولتين مختلفتين في المجال التشريعي ، حيث تستفيد الشركة الموجود مقرها بالدولة التي تتسم تقنينها بالصرامة من حكم قضائي لفائدتها على حساب الشركة الموجودة في الدولة الأخرى وأن هذه العملية يضفي للمال المحول من دولة إلى أخرى عبر البنوك الصبغة الشرعية بينما هو في حقيقة الأمر مال تم تبييضه .
- الشركات ( على الورق ) أو الورقة:Sur papier – fictif.  وتنشأ هذه الشركات على الورق وتسجل في السجلات الرسنشاط،العقد التأسيسي – القيد في السجل التجاري و الغرفة التجارية..الخ " حيث تكون لها شخصية اعتبارية من اسم و طبيعة نشاط ، فتقوم بفتح حساب بنكي دون أن يتم ذكر اسم رئيسها " الشخص الطبيعي " ، بل يذكر رقم الحساب البنكي و اسم الشركة فقط و حيث هذا النوع من الشركات مهمته ترحيل الأموال من بعض الدول و إيداعها في حساباتها البنكية .[3] ويوجد هذا النوع من الشركات في باناما Panama، و سنغافورة بأندونسيا التي بنوكهما محصنتان بالسريــة وصعوبة اختراقها.
        ومن فضائح التبييض قضية شركة MOGE  - مؤسسة ما ينر للبترول و الغاز
& Gaz Entreprise    « Myannar Oil شركة بترولية وطنية في بورما نيا حيث قامت منذ عام 1988 بعمليات تبييض الأموال الناتجة عن تجارة الهيروين  الذي يتم تصنيعه وتصديره تحت رعاية عمداء الجيش البورماني ، حيث في عام 1992 تم اكتشاف العمليات من خلال مؤشرات الحساب البنكي للشركة في سانغفورة لتسجيل عمليات إيداع تفوق قيمتها المئات  الملايين من الدولارات الأمريكية مع العلم أن دخل الشركة محصور في بعض المدفوعات الضئيلة من قبل الشركات البترولية العالمية [4] .
1/6 – المكاسب االبنــــــوك:ب القمار:  حيث يتواطأ اللاعبين حيث يتعمد أحدهما الخسارة بينما يربح منافسه وأن المال الذي يتم ربحه هو في الأصل المال القذر المراد تبييضه ويقوم بغلق حسابه مقابل شيك باسمه أو باسم شخص أخر. 

2- التبييض عبر البنــــــوك :

 سويسرا أوالبنوك التقليدية:  يقوم المبيضون سواء بإيداع المال نقدا أو سحب قروض أو الاكتتاب نقدا بأذونات الصندوق، أو أوامر التحويل باسم شركات وهمية من دولة إلى دولة أخرى أقل صرامة من الرقابة " لوكسمبورغ. سويسرا  أو الجنات الضريبية " ومن خلال الأموال المحولة يحصلون على قروض بضمان أموالهم غير المشروعة المودعة لدى البنك وأن هذه القروض لا يتم سدادها و لا ترد للبنك  باعتبار أن  بحوزة البنك مال كافي يغطي قيمة القرض فتحصل المقاصة التجارية في العمليات عند ميعاد الوفاء ، ومنه يقوم المجرمون باقتناء العقارات و المحلات وغيرها بمال مبيض غير قذر بقرض من البنك مضمون الدفع بالودائع القذرة .
2/2- بطاقات الائتمان:  وهي بطاقات تصدرها البنوك ومنها بطاقات عالمية تصدرها منظمة مالية عالمية ك " Visa Master card.  «، وقدر تصدر عن بنك حيث يشرف على عمليات الإصدار و التسوية مع التجار من قبل المؤسسات المالية المصدرة، مثل American Express    وهي بديل عن النقود في المعاملات يمكن لحاملها شراء بموجالشراء،، فتتحول فواتير تلك البضائع إلى مركز إصدار البطاقة، و قيمة السلعة يتم سدادها من الفرع التي تمت في بلده العملية، وبعد ذلك يتم طلب القيمة من حساب العميل لديه، وبعدها يقوم المشتري ببيع البضائع ويحصل على المبلغ المالي الناتج عن عملية البيع دون المرور بإجراءات التحويلات البنكية المعروفة.

2/3- البطاقات الذكيـــــة:  ويحتوى هذا النوع من البطاقات على رقاقة إلكترونية électronic/chip   تعمل على تتبع رصيد البطاقة بعد كل عملية يتم القيام بها [5]   يمكن استخدامها في عمليات الشراء  ، وتسمح بالتدقيق في الحسابات المالية لحاملها حيث على خلاف بطاقة الائتمان لا يتم الاتصال بالبنك لمعرفة الرصيد قصد تنفيذ العملية المطلوبة ، ويتم استخدام هذا النوع من البطاقات في الصرافات الآلية ، و بهذه البطاقات يقوم المهربون بسحب العملات في أكثر من 53 دولة خلال لحظات دون قيود أو حواجز قانونية يستحيل التوصل إلى حقيقة التعاملات .
2/4- تبييض الأموال باستعمال الإنترنيت: إن ظهور التجارة الإلكترونية ضاعف من استخدام الإنترنيت، قصد خدمة الزبائن وتسهيل تنفيذ العمليات اوهذا نظراحويل الأموال ودفع الالتزامات و الاستفسار عن الرصيد، هذا التطور استغل من قبل مبيضي الأموال، حيث يقوم العميل بالدخول إلى موقع البنك عبر الشبكة ثم إلى حسابه باستعمال رقمه السري الممنوح له من قبل البنط ليقوم بالعمليات المصرفية المختلفة.    
وهذا الأسلوب يستعمل في تبييض الأموال بعمليات الإيداع و التحويل من حساب لأخر و من بلد لأخر بهدف إضفاء الشرعية على الأموال غير المشروعة وهذا  نظرا لعدم وجود أية آلية للتأكد من الخدمات المقدمة عبر بنوك الإنترنيت و التحقق من عملائها .
2/5-النقود الإلكترونيـــة:  وهي مختلفة الشكل عن النقود التقليدية المعروفة، حالبريدية.ة الإنترنيت تستخدم لإجراء بعض عمليات الشراء في فترة وجيزة من الزمن دون حواجز جغرافية أو مصرفية حيث يتم تمرير هذه النقود عبر شبكة الإنترنيت بصورة فورية دون وساطة البنوك و هي تكون مخزنــة في البطاقة بها ذاكرة رقمية وأخرى رئيسية تكون موجودة في المؤسسة التي تهيمن على إدارة عمليات التبادل [6]
كما يعمد المبيضون إلى استعمال التحويل التلغرافي للأموال أو استعمال الحوالات البريدية .
2/6 -إنشاء المؤسسات الإصلاحية الخيرية و التعليمية و الخدمات الاجتماعية و االإجرامية.يلجأ المبيضون لإضفاء طابع لأنفسهم و لخلق جو اجتماعي مرموق إلى البادرة لإنشاء مؤسسات إصلاحية و تعليمية كالمدارس الحرة المتخصصة و غير المتخصصة أو مؤسسات لتقديم بعض الخدمات الاجتماعية " نقل، مراكز راحة، نوادي.. وغيرها " أو بإنشاء عيادات متخصصة و مستشفيات تكون القناع و الستار لأنشطتهم الإجرامية .




[1] .دكتور محمد فتحي عيد- غسيل الأموال الجوانب الفنية والجنائية الدولية بحث– أعمال ندوة التقنيات الحديثة في مجال مكافحة المخدرات طبعة 2002 ص 102
[2] أمحمد سعود قطيفان الخريشة – المرجع السابق  ص 45-46 .
[3] . أمحمد سعود قطيفان الخريشة . نفس المرجع السابق ص 46 .
[4] د. نادر  عبد العزيز الشافي  نفس المرجع ص 168.
- فريق عمل GAFI  التابع للأمم المتحدة قدر أن هناك أكثر من 120 مليار دولار من تبييض المخدرات سنويا – و قدرها البرلمان الأوروبي 100 مليار دولار كما يقدر أن أموال تجارة المخدرات المتراكمة على مدى 10 سنوات الأخيرة تفوق 800 مليار دولار أمريكي – ص 161 . تبييض الأموال نادر عبد العزيز الشافي
[5] . القاضي جازم الصمادي المسئولية في العمليات المصرفية الإلكترونية – دار وائل للنشر عمان طبعة 01 – 2003  ص 30 .
      أمحمد سعود القطيفان الخريشة المرجع السابق ص 49 .
[6] . د. محمد حسين منصور – المسئولية الإلكترونية – دار الجامعة الجديدة للنشر – الإسكندرية  طبعة 02 سنة 2003 ص 121 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه