الفسق و الدعارة ما بين التجريم والإباحة
إذا كان التشريع الجنائي لم يعتمد إلى تجريم أفعال الفسق
و الدعارة ، فان ذلك يرجع إلى عدة عوامل ومقاييس تأثر بها المشرع الجزائري وهذا
بالنظر إلى التحولات الحضارية التي يشهدها المجتمع الجزائري، ومنها كذلك تأثر
قانون العقوبات الجزائري وفي كثير من الأحيان بأحكام الشريعة الإسلامية، إلا أن
ذلك لا يظهر بخصوص تعامله مع الدعارة والفسق. فإذا انعقد الإجماع على أن الدعارة
والفسق يشكلان آفات اجتماعية خطيرة فهي من
1 نص المادة 339 قانون
رقم 82-04 المؤرخ في 13/02/1982، والمتضمن تعديل قانون العقوبات الجزائري.
2-Mr CHOUKI
Kalafat, rapport sur le thème de recherche : la protection pénale de la famille
contre les atteintes à la moralité sexuelle, décembre 1989 Université ABOU BAKR
BELKAID Tlemcen
19
جهة تؤدي إلى انتشار الأمراض الزهرية وقد تؤدي كذلك
إلى ارتفاع نسبة الاعتداءات الجنسية وتعمل على إفساد الأخلاق لدى الشباب، ومن
الناحية الأدبية، فهي مرفوضة من قبل المجتمع إلا أن التحليل الدقيق والمعمق يؤدي
إلى القول بأن هذا الإجماع لا يحمل إلا نتائج نسبية، ففي الولايات المتحدة نجد أن
الدعارة خاضعة لقوانين صارمة ومانعة لمثل هذه الحرفة ووجد كذلك ارتفاع متزايد في
نسبة انتشار الأمراض الزهرية بينما في المكسيك وجد أن هذا المرض يقل عما هو الحال
في الولايات المتحدة الأمريكية والسبب هو شرعية الدعارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق