التعريف: إن حداثة القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي
يصنع المبادئ و القواعد الدولية لحقوق الإنسان هي السبب في وجود عدة تعريفات و من جهة
أخرى عدم تكامل مواضيع حقوق الإنسان يرجع إلى مدى ارتبطها بمختلف الجوانب الفلسفية
و المذهبية و الإيدلوجية و السياسية في كل دولة.
و مع ذلك نعطي بعض التعريفات المقترحة من طرف
أساتذة القانون العام:
- يعرف البعض حقوق الإنسان(بأنه علم يتعلق
بالشخص لا سيما الإنسان الذي يعيش في ظل دولة و يجب أن يستفيد من حماية القانون
عند اتهامه بجريمة أو عندما يكون ضحية لإنتهاك ما تدخل القانون
لحمايته لصيق به عن طريق معاينة القاض الوطني و المنظمات الدولية، كما ينبغي أن
تكون حقوقه لا سيما الحق في المساواة متناسقة مع مقتضيات النظام العام).
- بينما عرف البعض الآخر حقوق الإنسان:" أنها تلك الحقوق الأصلية في طبيعتها و
التي بدونها لا نستطيع أن نعيش كبشر".
- كذلك يعرف الفريق الثالث حقوق الإنسان:
" بأنها فرع خاص من فروع العلوم الإجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين الناس،
استنادا إلى كرامة الإنسان في تحديد الحقوق و الرخص الضرورية لإزدهار شخصية
الإنسان".
- مما سبق نلاحظ أن هذه التعريفات متقاربة و
تتمحور حول كرامة الإنسان ووجوب الإعتراف ببشريته ووضع قواعد لحماية حقوقه و حريته
من كل أنتهاكات و ضرورة انصافه عند الإعتداء على حقوق الإنسان سواء على المستوى
الداخلي عن طريق القضاء الوطني أو الدولي بمعاملته في جو يسوده الكرامة و العدالة
كذلك هذه الحماية لاتوجد فقط على الصعيد الداخلي بل تتعداها إلى الصعيد الدولي و
ذلك عن طريق المنظمات الدولية.
- و ألصق البعض التعريف بنصوص التشريعات
الدولية: أن القانون الدولي لحقوق الإنسان" هو مجموعة القواعد القانونية
المتصفة بالعمومية و التجريد و التي ارتضتها الجماعة الدولية و إصدرتها في صورة
معهدات و بروتوكولات ملزمة بقصد حماية حقوق الإنسان المحكوم بوصفه أنسان و عضو في
المجتمع من عدوان سلطاته الحاكمة أو تقصيرها و تمثل الحد الأدنى في الحماية التي
لا يجوز للدول الأعضاء النزول عنه مطلقا، أو التحلل من بعضها في غير الإستثناءات
المقررة فيها".
- هذا التعريف يركز على الجانب القانونى بحيث
يعتبر أن حقوق الإنسان هي مجموعة قواعد قانونية تمثل الحد الأدنى من الحماية و
التي لايجوز للدول التي صادقت على مختلف الإتفاقيات لحقوق الإنسان أن تنتهكها.