أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

درس العلاقات في مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي

تقديم:  على حد التعبير الخلدوني فإن الإنسان كائن مدني بالطبع حيث أنه ينزع نحو حياة الجماعية باستمرار وينشدها منذ بداية وجوده في هذه الحياة فتكون الأسرة أول محطة اجتماعية يتربى فيها الفرد وهنا بالذات تكمن أهميتها ومن قيمتها تصدر أخطارها فيا ترى ما هو مفهوم الأسرة ثم ما هي أدوراها كأول مؤسسة اجتماعية تحتضن الفرد؟ ثم ما هي أهم العوائق التي تحول دون قدرتها على أداء أدوارها ؟ وكيف السبيل إلى تجاوزها والتأسيسي لحياة أسرية مستقرة وفعالة؟

-مفهوم الأسرة:

إن الأسرة ظاهرة اجتماعية تاريخية متطورة وهذا يعني أن مفهومها متطور ومختلف كذلك فالأسرة التاريخية الأولى ليست  هي نفسها الأسرة الحالية لا من حيث الشكل ولا من حيث التركيبة لكن في كل الأحوال هناك تعريف عام بإمكانه أن يصدق على جميع الحالات وهو الذي يقول <إن الأسرة هي جماعة أولية مستقرة تتكون من أبوين وأولادهما> وعليه فهي كذلك<الوحدة الاجتماعية المبنية على الزواج>.

الوضعية المشكلة :حوار هادف بين والد وولده حول تطورا الأسرة وظيفيا وتحدياتها المستحدثة مقتبسة من الكتاب المدرسي ص171/172

اختيار وضعيات مماثلة أو مفارقة  تطرح من الأستاذ أو من التلاميذ.

انطلاقا من الحوار والوضعيات المثارة تتأسس مشكلة جزئية أولى تبنى وفق الصياغة التالية:

إذا كانت الأسرة وحدة اجتماعية متطورة فما  هو دورها الجديد الذي تؤديه في خذا العصر(عصر العولمة) ثم من جهة مقابلة ما هي العوائق والمشاكل التي تحول دون قدرت الأسرة على تأدية تلك المهام؟ وكيف السبيل إلى تجاوزها؟


الأسرة ككيان اجتماعي وقيمي متطور:

إذا كانت الأسرة هي الخلية الأساسية في تكوين الحياة الاجتماعية فهذا يعني أن المجتمع ما هو إلا مجموعة خلايا أسرية ولما كان الفرد يكسب سلوكه الحضاري والأخلاقي من التربية الأسرية فهذا يعني أن طبيعة الأخلاق والقيم الاجتماعية مصدرها الأسرة.

غير أن الأسرة كتنظيم اجتماعي أولي لا نجد لها شكلا واحدا ولا نموذجا ثابتا عبر العصور فقد انتقلت من النظام العشائري إلى الأسرة الأمومية ثم الأسرة الأبوية وصلا إلى الأسرة الحديثة كما انتقل نسقها من شكل الأسرة الممتدة الواسعة إلى الأسرة ضيقة النواة.

وذلك التطور السالف حمل معه تطورا في الوظائف والمشاكل فيا ترى ما هي المهام الجديدة والتحديات المحدثة للأسرة الحديثة؟

وظائف الأسرة ومقتضيات التكيف:

أ-الوظيفة البيولوجية:فالأسرة هي المؤسسة الطبيعية التي تساعد على إشباع الدوافع البيولوجية الغريزية بمقتضى يضمن استمرارية عملية التناسل التي تحفظ بقاء النوع الإنساني وتنميته.

ب-الوظيفة الاجتماعية:تعتبر الأسرة الوحدة الأولى والمؤثرة جدا في التنشئة الاجتماعية لأن الأفراد يكسبون منها المبادئ الاجتماعية الضرورية كاللغة والدين وقواعد السلوك ولهذا فإن صلاح الأسرة يؤدي إلى صلاح المجتمع.

ج-الوظيفة النفسية:فالأسرة هي المؤسسة الأم في التغذية العاطفية والرعاية النفسية التي قوامها الرعاية والحنان ولهذا فالمشاكل الأسرية التي تجر معها مشاكل نفسية عند الأولاد تعرقل اندماجهم الاجتماعي.

د-الوظيفة الاقتصادية:إذ لكل أسرة حاجاتها الأساسية كالسكن والغذاء واللباس ووسائل الحياة الأخرى وهي كلها حاجات ضرورية تقتضي مهمة اقتصادية من الأسرة وإن كانت هذه المهمة في القديم خاصة بالأب فهي اليوم مشتركة من خلال نموذج "الزوجة الموظفة".

المعاشرة الزوجية المحددة شرعا وقانونا وما يترتب عنها من استمتاع غريزي 

-مشاكل الأسرة وتحدياتها المعاصرة:

أ-الطلاق: الذي يعتبر إعلان بحل الأسرة وانهيارها حيث يؤدي إلى تفكك عناصرها وهو ما يحول دون أمكانية قيامها بوظائفها الضرورية وبتالي ستنجر عنه عدة مشاكل أخرى تابعة.

ب-الظروف الاقتصادية:فالمستوى الاقتصادي للأسرة قد يكون من أهم العوامل الدافعة إلى تصدع الأسرة كضيق السكن والدخل الضعيف وخروج المرأة للعمل قصد المساعدة وكل هذا يؤدي إلى الانشغال برفع المستوى المعيشي وإهمال بقي الواجبات مما قد يضعف الروابط الأسرية وبصفة خالصة من الناحية العاطفية.

ج-زواج المصلحة:سواء كانت المصلحة جمالا أو مالا دون النظر إلى التوافق الفكري والانسجام النفسي العاطفي.

د-القيم الثقافية الجديدة:

حيث أدت العولمة إلى تراجع سلطة الأسرة في تحديد وتوريث القيم الاجتماعية والأخلاقية للأبناء لدرجت أن


بعض تقاليد الآباء صارت منبوذة بشدة عند الأبناء وهو ما ينتج عنه صراع ولو بشكل خفي بينهما قد يصل إلى حد الضيق والنفور وهو ما نجد لها مقابلا من الناحية الاجتماعية فيما يسمى بالصراع بين الأصالة والمعاصرة


سبل تجاوز العوائق والتأسيس لحياة أسرية مستقرة:

إن المشاكل والتحديات التي تعاني منها الأسرة والتي نتج الكثير منها عن التطورات  المتسارعة للعلم والتكنولوجيا والتأثيرات المباشرة والجذرية للعولمة على نمط المعيشة الأسرية تستدعي وضع إستراتيجية نفسية وثقافية في سبيل تطوير الوعي الأسري قصد التكيف مع التطورات الحاصلة في المجال الاجتماعي و لن يكون هذا ممكنا إلا بتدخل الجانب العقائدي الديني وهنا يجب إعادة قراءة الخطاب الديني الفقهي قراءة جديدة متفتحة تتناسب مع العصر خاصة من جهة الرؤية للمرأة الموظفة وما تتطلبه من مؤسسات اجتماعية مستحدثة كدور الحضانة والتربية وغيرها هذا من جهة ومن جهة أخرى لبد من تصفية الوارد الثقافي فلا يقبل كله خاصة ما يتناقض منه مع الدين والتقاليد فلا تندفع المرأة نحو المطالبة بحقوق تطالب بها المرأة الغربية مع أنها متعارضة كليا مع دينها الإسلامي كالمطالبة بتعدد الرجال للمرأة واستقلاليتها الثقافية عن الرجل فتتحول الأسرة إلى شراكة اقتصادية بيولوجية وهو ما يفقدها قيمتها ويحول دون تأديتها لمهامها المقدسة بالنسبة للدين والمجتمع معا. 

تعليقات