تحضير درس التعارف والحوار في الإسلام في العلوم الإسلامية للسنة الثانية ثانوي

0
مذكرة تحضير درس التعارف والحوار في الإسلام في العلوم الإسلامية للسنة الثانية ثانوي 2023-2024

تمهيد : 
يعتبر التواصل والحوار، واجد من مجالات المعرفة الإنسانية الغنية بالمفاهيم، وقد تطور البحث في هذا المجال بدرجة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإنساني لما حققه من إنجازات على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول، لدرجة أنه بات يقال: 
أن أزمات الإنسان هي أزمة حوار واتصال. 
أولا – تعريف التَواصل والحوار
التواصل في اللغة مأخوذ من الصلة.
و التواصل  اصطلاحا: هو تبادل الرسائل المنطوقة والمرمَّزة أو غيرها، بحيث تتضمن هذه الرسائل الحقائق والأفكار والمشاعر.
أما الحوار لغة: الحوار والمحاورة مصدر حاور يحاور، ومعناه الجواب والمجادلة.
أما الحور اصطلاحا:  هو تناول طرفان أو اكتر الحديث عن طريق السؤال والجواب.
الحوار كلمة تستوعب كل أنواع وأساليب التخاطب سواء كانت منبعثة من خلاف المتحاورين
 أو من غير خلاف: لأنها إنما تعني المجاوبة والمراجعة في المسألة موضوع التخاطب، وهو وليد تفاهم تعاطف وتجارب كالصداقة.
-  وتعريف التواصل والحوار كمهارة تكتسب: هو قدرة على تفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، وهو ما يميز الإنسان عن غيره مما سهل تبادل الخيرات والمفاهيم بين الأجيال 
التقويم:  قارن بين الحور والتواصل.
ثانيا – مشروعية التواصل والحوار :
إن المتأمل في الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح يجد الأمثلة الكثرة المتعددة لفكرة التواصل والحوار، وكثرة تعددها يدل على أهميتها ومشروعيتها وقد جاء في القران الكريم أمثلة منها ما دار بين الله سبحانه وتعالى وبين ملائكته في خلق أدم عليه السلام فقال الله  :   
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَْرْضِ خَلِيفَةً 
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ 
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ     سورة البقرة  : 30 .
وكذلك مع إبراهيم حين طلب من ربه أن يريه كيف يحي الموتى، وكذا مع موسى حين طلب الرؤية، ومع إبراهيم حين هم يذبح ابنه وقصص الأنبياء وحواراتهم مع أقوامهم، كما هو الشأن في نوح وشعيب وموسى وسليمان
عليهم السلام مع أقوامهم و غيرذلك كثير.
كذلك لما جاء في السنة النبوية، حيث كانت الدعوة الإسلامية تواصلا و حوارا، مثال ذلك ما جرى مع عتبة بن ربيعة
حين قرأ عليه شيئا من القرآن،و كذلك مع الأنصار حين سمع عنهم أنهم وجدوا في أنفسهم شيئا بعدما قسم  الغنائم و لم يعطهم شيئا و غيرها كثير .
التقويم : استدل بنصوص شرعية على مشروعية التواصل و الحوار.
ثالثا : أهمية الحوار و التواصل
من طبيعة الناس التنوع و الاختلاف 
قال الله  :  وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ  سورة هود :  : 118 / 119 .
لهدا فهم بحاجة إلى التواصل 
و الحوار ، و أهم ما يحققه التواصل أنه يسعى إلى نقل الحقائق و الأفكار و المشاعر و تبادلها مع الآخرين ، و يمكن تلخيص دلك في :
-إقامة الحجة، و نشر الخير و الفضيلة،و الدعوة إلى الله تعالى بالتي هي أحسن قال الله  :  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ...   سورة النحل :  125.
دفع الشبهة أو المغالطة من القول و الرأي ، قال الله  :  قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ   سورة يوسف  : 108 .
 تعاون المتحاورين على معرفة الحقيقة و التوصل إليها ،ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها 
 التعرف على وجهات النظر المتنوعة.
 البحث و التنقيب ،في مختلف الرؤى و التصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل
 و لو في حوارات تالية. 
التقويم : أذكر الحكمة من مشروعة الحوار و التواصل .
رابعًا – آليات وادبيات الحوار :
للحوار آليات و أدبيات متعارف عليها،يمكن ذكر بعضها :
- سلوك الطرق العلمية و التزامها، كتقديم الأدلة المثبتة.
- الإنصاف و الموضوعية :  وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ    المائدة : 08 .
 سلامة كلام المحاور و بعده عن التناقض.
الاتفاق على منطلقات ثابتة و قضايا مسلمة قبل الشروع في عملية التحاور..قال الله تعالى 
قال الله  :   قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ   سورة آل عمران   : 01 .
 التجرد، والبحث عن الحق، والبعد عن التعصب قال الله  :   وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  سورة الأنعام  : 152.
 أهلية المحاور، فمن الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق أو من لا يجيد الدفاع عن الحق .
عدم القطع بالنتائج والاجتهادات لأنها نسبة: وفق المقولة المشهورة: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ حتما الصواب قال الله  :   وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ   سورة الأنعام  : 152.
 الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون.  قال الشافعي  :   ما ناظرت  أحدا فقبل مني الحجة إلا عظم في عيني ، ولا ردها إلا سقط في عيني  .
التقويم : للحوار أدبيات ما هي ؟
خامسا -  أدبيات الحوار
إن عملية الحوار تقضي من المسلم استحضار والتزام كل الأخلاق الإسلامية المعروفة، لأن التواصل مع الغير دائم ومستمر، بل هو الحياة نفسها، ويمكن التذكير ببعض الآداب أثناء الحوار على الخصوص.
التزام القول الحسن قوله تعالى  :   وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  سورة النحل :  125.
قوله تعالى  :   وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ  سورة العنكبوت :  46 .
 الالتزام بوقت محدد في الكلام وعدم الاسترسال: يقول ابن عقيل في كتابه في  الجدل:  ( وليتناوبا الكلام مناوبة لامناهية  بحيث ينصت المعترض  للمستدل حتى يفرغ من تقريره للدليل ، ثم المستدل للمعترض حتى يقرر اعتراضه ، ولا يقطع احد منها على الآخر كلامه وإن فهم مقصوده  من بعضه ) 
حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة وقد قال الحسن بن علي لابنه، أجمعين : ( يا بني إذا جالست العلماء ، فكن على أن تسمع احرص منك على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ، ولا تقطع على احد حديثا – وإن طال – حتى يمسك )   .
إبداء المتحاورين التقدير والاحترام بعضهم لبعض قال الله  :   لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا  سورة النساء  : 148 . وهذا لا ينافي النصح ، وتصحيح الأخطاء بأساليبه الرفيعة وطرقه الوقورة .
التقويم :عدد  آداب للحوار ؟
سادساً – آليات التواصل والحوار 
يتواصل الناس ويتحاورن فيما بينهم. بصورة تكاد تكون مطلقة بالكلمات، سواء كانت منطوقة
 أو مكتوبة وفي أحوال خاصة يتواصل الناس بدون كلمات فيما يعرف بالتواصل غير اللفظي أو التواصل بالإشارة، وفي كل صورة هناك العديد من الأشكال المعروفة التي يتميز بها هذا التواصل عن غيره ويمكننا ملاحظة هذه الآليات في المواقف الحياتية المختلفة، كالمواقف قي القسم أو المدرسة وفي الأسرة وفي الحي وباقي الأماكن والمجالات.
أ ) التواصل بالكلمات المنطوقة  :محادثة فرد لفرد كالأصدقاء والزملاء في المدرسة  أو العمل 
أو كاستدعاء المدير لموظف ، ويجب أن يكون التواصل بما يعكس أخلاقنا وقيمنا النبيلة .
 محادثة فرد لجماعة كمجموعة من أولياء الأمور جاؤوا ليسألوا عن مستويات أبنائهم ،كاجتماع مدير المدرسة بالهيئة التدريسية ،أو إمام يخطب في الناس،أو متحدث عبر الأثير في الراديو و غيره...
 المحادثة بالهاتف،هدا النوع من التواصل –كبقية الأنواع الأخرى  –له آدابه ، كطلب الإذن في طرح الموضوع ،و الاعتذار على المفاجأة ،و أن تدع الطرف الآخر يتحكم في زمن المحادثة إدا كنت أنت الذي بدأ بها ، و الافتتاح بالتحية و الاختتام بالتحية،........
ب ) التواصل بالكلمات المكتوبة:   كالرسائل و الكتب و المجلات و الجرائد و التقارير، و الانترنت 
و الإعلانات و غيرها..و المهم في هدا الأسلوب من التواصل أن يحرص الفرد على اعتماد مجموعة من المعايير و الأخلاق ليزيد من فاعلية التواصل.
ج )  التواصل بدون كلمات:   كالإشارات سواء باليد أو بالأضواء أو بالأصوات أما الصمت الذي يتخيل عملية التواصل فيجب إعطاءه أهميته و كذلك نغمة الصوت فهي تمثل تعبيرا محمولا بالرسائل كالشفقة و المحبة و الحرص و الاهتمام بالشيء أو الاستهتار و اللامبالاة..
د ) التواصل المرئي:   كالأيقونات و الصور المختلفة المطبوعة أو المبثوثة بالتلفاز أو غيره 
التقويم : ما هي آليات التواصل والحوار ؟ 
الاستثمار السلوكي : 
عند حواري مع الآخرين أتأدب بآداب الإسلام و التزام أوامره في دلك
تطبيقات : 
1. يقول أبو حامد الغزالي 
  إن التعصب من آفات "البعض" ، فإنهم يبالغون في التعصب للحق ، و ينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء و الاستحقار ، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة و المقابلة و المعاملة ، و تتوفر بواعثهم على طلب نصرة الباطل ، و يقوي غرضهم في التمسك بما نسبوا  إليه .و لو جاؤوا من جانب اللطف و الرحمة والنصح في الخلوة ، لا في التعصب و التحقير لأنجحوا فيه ، و لكن لما كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع ، و لا يستمل الأتباع مثل التعصب و اللعن و التهم للخصوم ، اتخذوا التعصب اتخذوا التعصب و اللعن و التهم للخصوم ، اتخذوا التعصب عادتهم و آلتهم  أثناء بحثهم و تواصلهم بالغير. 
المطلوب : على ضوء ما درست ، أشرح هده النص ، مبينا الأخلاق السليمة المفقودة في هدا الصنف من الناس
2. كثرت في عصرنا الحالي مقولة حوار الحضارات مادا تعرف عنها ؟ وما هي فوائدها في رأيك ؟
3. هناك دعوة في عصرنا الحاضر إلى حوار الأديان ، ما رأيك فيه ؟ وما هي النتائج المنتظرة منه؟
4. وردت في القرآن الكريم لفظ ( المحور)  في عدة مواضع اذكرها.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه