تحضير درس الترف و آثاره في العلوم الإسلامية للسنة الثانية 2 ثانوي

مذكرة تحضير درس الترف و آثاره في العلوم الإسلامية للسنة الثانية 2 ثانوي 2024/2023

الميـدان:القرآن الكريم  والسنة النبوية.

الوحدة التعليمية :الترف وآثاره.

الهدف التعلمي :أن يحلل النصوص المقررة ويستنتج منها مظاهر الترف وآثاره على المجتمع ويستنبط أهم الأحكام والفوائد.

أولا:الحقوق المتعلقة بالمال:هي ثلاثة:

1-حق الله تعالى:ويقتضي هذا الحق التعبد لله باكتساب المال الحلال من طرق حلال،واستعماله في وجه حلال،وبذله في مرضاة الله.

2-حق الفرد:وذلك بالانتفاع بهذا المال فيما هو مباح شرعاً، والاستعانة به على طاعة الله وعبادته.

3-حق الأمة:وذلك بأداء الزكاة الواجبة فيه،والإحسان إلى الفقراء والمساكين منه،وتأليف قلوب الشاردين عن الإسلام به.

ملاحظة:وفي المقابل وضع عقوبة لمن يتعدى على المال بتشريع حدّ السرقة.

ثانيا:مفهوم التّرف والمترفين:

أ-مفهوم الترف:هو التنعم بالدنيا لدرجة نسيان الآخرة.( أي التنعم المتوسع بلذائد الدنيا وشهواتها).

 ب-المترفين:هم الذين أطغاهم المال وأفسدهم.

ثالثا:مظاهر التّرف:

1-إنكار الرّسالات:لقوله تعالى﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ﴾

2-الفسوق والظّلم:لقوله تعالى﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾وقال أيضا لقوله تعالى﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ﴾   

3-التقليد الأعمى:لقوله تعالى﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَٰرِهِم مُّهْتَدُونَ﴾

رابعا:عاقبة المترفين:

1-الإهلاك في الدنيا:يبدد الله ثروتهم ويدمر عمرانهم ويجعلهم عبرة لغيرهم من الأمم.قال تعالى﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ(11)فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ(12)لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾

2-العذاب في الآخرة:مصيرهم النار بسبب ما اقترفت أيديهم من خراب وفساد قال تعالى:﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41)فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ(42)وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ(43)لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44)

إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ(45)﴾وقال أيضا﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ﴾

خامسا:آثار التّرف على المجتمع:نذكر منها:

1-الانحلال الأخلاقي:يعدّ الترف من أهم أسباب تبلد الإحساس فلا يعود المترفون ينكرون منكراً ولا يعرفون معروفاً،ولهذا تنتشر المفاسد الخلقية.(خير مثال:لم تنكر النسوة على امرأة العزيز فجورها،وإنما كان قصدهن المكر بها غيرةً منها،كما أن زوجها أيضاً لم يغضب لحرمته)

2-هدر المال العام:إن الترف يؤدي إلى إضاعة المال وتبديد الثروة فكم من ثروة عظيمة وأموال بدّدها المترفون وأفناها سوء التدبير.

سادسا:الوقاية من التّرف وعلاجه:

-تقوية الوازع الديني والإحساس بالرقابة الإلهية.

-الرجوع إلى هدي السلف الصالح بقراءة سيرهم وأحوالهم،مع دراسة واعية ودائمة لسيرة سيد الأنبياء والمرسلين .
-تربية النفس على الفطام فلا يحقق لها كل ما تشتهيه وتطلبه .
-النظر إلى ملذات الحياة الدنيا وأنها زائلة إلى الدار الآخرة،وتذكر ما أعد الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة،وأن الترف مما لا يليق بالمسلم .
-معرفة أن الترف ليس من أسباب السعادة فكم من مترف يتقلب في جميع النعم ومع ذلك تجد أن فيه من الأمراض النفسية ما تكدر عليه لذة تلك النعم،مثل كثرة الوساوس،وانشغال البال،والقلق وغير ذلك .
-التأمل في تبعات الترف في الآخرة ووقوف المرء بين يدي الله تعالى للمحاسبة .
-مجاهدة النفس على الإكثار من نوافل العبادات.

سادسا:الأحكام والفوائد:اختيار الآية 34-35من سورة التوبة.

أ-الأحكام الشرعية	ب-الفوائد
-حرمة كنز الأموال وعدم إنفاقه.	-بيان عقوبة المكتنز للمال في الآخرة.
-وجوب الزكاة في المال.	-اكتناز الأموال يؤدي إلى ظهور المترفين.

ملاحظة:إن الحديث عن الترف،لا يعني طلب ترك النعمة،ولا التباعد عنها بل نقول كما قال الله تعالى"كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ"فإن المترَف المذموم،هو الذي أبطرتْه النعمة وسعة المعيشة وليس الذي يتمتع بنعمة الله على طاعته.

فالمال ليس مذموما لذاته بل لما يؤدي إليه من آفات ناتجة عن استخدامه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال "نعم المال الصالح للرجل الصالح "فالمال إذا أحسن المسلم استخدامه وصل به إلى درجات عالية كما كان الحال لكثير من الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم والعكس تماما كما كان الحال بالنسبة لكثير من المشركين الذين صدهم المال عن الإيمان قال تعالى"ما أغنى عنه ماله وما كسب"