المكتسبات
القبلية المفترضة:
- كفاءات وقدرات لغوية للتعبير والتواصل،
والكتابة.
- كفاءات معرفية
تاريخية مرتبطة بالحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة.
- معارف علمية وتاريخية سابقة.
- التمكن من الكفاءات الفلسفية
المكتسبة من دراسة المشكلات الفلسفية المقررة السابقة(الإحساس والإدراك..).
تمهيد: إن الإنسان يقوم بعدة وظائف عقلية و نفسية
لإنتاج العلوم و المعارف إنه يؤدي وظيفة التفكير و يستعمل هذه الأفكار بهدف
التعبير يحول بفكرة و لكي يحقق التواصل مع الآخر و هذا ما نسميه باللغة و هي نسق و
ظاهرة تشير إلى الأشياء خاصة المادية و تجردها في أصوات أو خطوط ( رسم حروف ) و هي
متنوعة حيث يصعب حصرها في كيفية واحدة فالكلام لغة ( الإنجليزية ، الفرنسية....) و
الإماءات لغة و الموسيقى لغة....
إنها تراث موروث مرتبط
بالكينونة و حضارة الإنسان فما طبيعتها ؟
إذا لم تكن اللغة مجرد أصوات و
لا مجرد رسوم فما تكون أليست إشارات رموز قد أبدعناها لنحقق الهدفين التعبير و
التواصل.
I.ضبط التصوير:
أ- التعريف
العامي: يربطونها بالكلام هي لهجة
النقد
: هذا تعبير ناقص و هي تختلف عن اللهجة لأنها مقتنة ( لها قوانين ) و هي لغة العلم
ب- التعريف الاصطلاحي: '' الجرجاني ''هي ما
يعبر به كل قوم عن أعرافهم
يقصد بهذا أن اللغة يستعملها
الإنسان ليحقق غايته
''لالاند'' « هي جملة من لإشارات و
الرموز التي يتخذها الإنسان و التي يمكن أن تكون وسيلة اتصال بين لأفراد»
يعني بهذا أن اللغة هي مجموعة
إشارات أبدعها الإنسان ليتواصل مع بقية أفراد جنسية و ليحدث التكيف إنها خاصية
إنسانية.
بيان الحقيقة: اللغة أنتاج إنسانية تتضمن الإشارات و الحركات و
الألفاظ بهدف التواصل و التعبير و هي متطورة تعكس تفكير الإنسان إنها تتجاوز
التعبير الانفعالي فالحيوانات لغتها غريزية فطرية لا تعكس تفكيرها.
أشكال التعبير الانفعالي: ( كل الكائنات الحية )
عند النمل مثلا نجد الاتصال إذ
يستعمل الإشارات بشكل فطري لكنها لا تشبه لغة الإنسان فه محدودة و نوعية – كل
مجموعة حيوان له وسيلة اتصال – و عند النحل حسب دراسة '' كارل
فون فريتش ''
تتواصل فيما بينها عن طريق الحركات و هذا سلوك غريزي قد حركه منبه خارجي ( الرحيق
) فتستجيب آليا و هذا ماقامت به مدرسة علم النفس السلوكي خلافا على '' فون فريتش:'' التي اعتبرها تملك لغة
طبيعية أما '' بافلوف '' فهو يؤيد المدرسة
السلوكية لأن الحيوان لا يفكر فلديه ردود فعل آلي خال من التفكير.
خصائص لغة الحيوان:
1. التعبير
لدى الحيوان فطري وراثي غريزي ثابت.
2. يستعملها
لحاجياته البيولوجية من أجل حفظ البقاء مثال: النحلة استعملت الإشارات مغلقة و
بدائية ( الرقص ) لتخبر عن الطعام دون تحديد كميته أو نوعه.
3. شكل
الاتصال الحيواني كما قال '' دونالدهب'' يندرج ضمن الأساليب المنعكسة بطريقة آلية
غير إرادية.
4. إشارات
الحيوانات لا يمكن تفكيكها أو تجزئتها عكس لغة الإنسان
التعبير
من التكيف إلى الوعي:
تعتبر اللغة من حيث أنها ملكة (فطرية) تأليف الكلام عن طريق ترتيب ألفاظ مختلفة
تحمل معني عقلية فهذه هي لغة الإنسان إنها نسق رمزي يحمل صوت و معنى فالإنسان
بإمكانه أن يعبر عن أفكاره و أحواله النفسية
لكن لدى الإنسان
طريقتين للتعبير:
أ-
بالإشارات
الطبيعية:
هي لا تحتاج إلى تعلم إنها ملكة فطرية تساعد على الفهم لكنها مجرد انعكاس شرطي
لمنبه داخلي أو خارجي و لفهمها نبحث عن السبب فالإشارات الطبيعية من ابتسامة أو
صراخ تعتبر عند اللغويين علامات طبيعية أي كما يقول '' جميل صليب ا'' « هي حادث مدرك بالحواس ينقل الذهن إلى تصور حادث
آخر غير مدرك أو غير ممكن الإدراك عن طريق الحواس »
ب-
الإشارات
الاصطلاحية:
هي نسق رمزي متفق عليه مكتسب بالتعلم.لقد تواضع عليها البشر إنها لغة اعتباطية و
لا يملكها الحيوان لذا فهي خاصية إنسانية مثال: أنا فرح و مسرور
هي
علامة لغوية لأنها علامات صوتية و رمزية.
المدرسة السلوكية: تركز على مثير استجابة( المنعكس
الشرطي).
الملاحظة
أن اللغة الاصطلاحية قابلة للتجزئة فأنا و مسرور استعملهما في جمل أخرى أنا عاشقة.
إن
لكل وحدة صورة صوتية خاصة و معنى خاص ( الوحدة هي الكلمة)
ملاحظة:
إن لغتنا تتكون من نظام خاص فالجملة
تكون و تتكون من وحدات و الوحدة تتكون من حروف و كلما غيرنا النظام يتغير المعنى.
خلاصة:
في الأخير نستنج أن الحيوانات لا تملك
لغة للمعنى الدقيق للكلمة فنستعملها مجازا و من سماها لغة الحيوان فقد بالغ و هذا
مرفوض.
و
لغة الإنسان ليست مجرد تعبير انفعالي فطري بل تتجاوز هذا إلى اصطناع الإشارات
الاصطلاحية المتفق عليها بالتواضع و الترميز.
فمثلا قرد الشمبانزي 35 صوتا لكن لا يحمل معنى لذا نجد '' جورج عسندورف'' يعتبر اللغة هي الفاصل بين الإنسان و
الحيوان بها يتجاور الطفل بقية الحيوانات إذ يقول
« فالحد الذي يفصل بين الطفل و
الحيوان هو عتبة اللغة » كما أن علماء النفس بينوا أن
الطابع المادي للغة ( دماغ، أحبال صوتية ، لسان....) ليس أساسي في إنتاج اللغة إذن
فاللغة ذات طابع روحي و ليس مادي يقول '' جورج عسندورف'' :
« الكلام يبدوا
أنه وظيفة لا عضو لها خاصا بها » فهذه الأعضاء وظائفها ثانوية فهي تساعد
على الكلام لكن لا تنتجه بل العقل.
و يقول أيضا « إن
وظيفة الكلام في جوهرها ليست وظيفة عقلية بل هي وظيفة ذهنية و روحية »
خصائص لغة الإنسان:
1-
ترتبط بالعقل الإنساني فهو الذي يعطي للصوت معنى يقول ''
ديكارت '' « ففي حين أن الناس الذين ولدوا صما وبكما و حرموا
من الأعضاء التي يستخدمها غيرهم للكلام كحرمان الحيوان أو أكثر قد اعتادوا أن
يخترعوا من تلقاء أنفسهم إشارات يفهمها من يجد الفرصة الكافية لتعلم لغ تهم إننا
نرى أن معرفة الكلام لا يستلزم إلا القليل من العقل »
2-
خاصية الكلام لها صوت يحمل معنى ( مثل الكلمات) هذا
المستوى الأول أما المستوى الثاني هو تركيبي حيث نركب جمل بتلك الكلمات وفق قواعد
نحوية و صرفية.
3-
تعبر عما يحدث في الزمان و المكان سواء الماضي أو الحاضر
أو المستقبل و لا تخبر فقط على الأشياء المادية بل كذلك عن الأفكار القائمة في
الذهن.
4-
تتميز بالاكتساب عن طريق التعلم و المحاكاة فهي تنتقل من
جيل إلى جيل كما يمكننا أن نتعلم لغة الغير ( الفرنسية، الإنجليزية...) بل هذا غير
ممكن في عالم الحيوان فالنحلة لا تتعلم لغة غيرها.
5-
اللغة فيها إبداع كتنظيم كلامي فتنتج مفاهيم جديدة و جمل
جديدة لم نسمعها من قبل و هذا نظرا لارتباطها بالفكر ففي العربية مثلا 28 حرفا
يضاف إليها الحركات( الضمة، الكسرة، الفتحة) فتصبح لدينا ملايين الكلمات.
6-
إن لغة الإنسان تتجاوز التعبير عن خبراته و تجاربه و
معارفه إلى التعبير عن التصورات العقلية و القيم الجمالية و المعاني النفسية بعكس
لغة الحيوان بتعامل بالإشارات للحاجة البيولوجية الغريزية .
7-
لغتنا لا ترتبط بالعقل فقط بل بالإرادة أيضا لأننا
نستعمل الإشارات و الرموز بوعي من أجل التواصل فمثلا الإنسان القدرة على الكذب
فنظرا لتعقد الحياة الاجتماعية أصبحت لجدينا دوافع أخرى للكلام من غير طلب الحاجة
أو الأخبار.
يقول:'' يوسف مراد '' « الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتعمد الكذب »
خلاصة :
إذن
الإنسان خاصيته اللغة و هي ميزته الخالصة عن سائر الحيوانات لذا يمكن أن نقول إن الإنسان حيوان ناطق بالماهية.
اللغة و عناصر
مفهومها: إن علم النفس اللغوي يرى أن
اللغة الصادرة عن الإنسان يمكن دراستها نظرا لامتلاكه لقدرات عقلية و فيزيولوجية
فكلما صدر عني كلام كرسالة لغوية أكون قد استعملت فيه التفكير – ننشط كل العمليات
العقلية الإدراك التخيل، الترميز، التأويل و التفسير .... – لذا هي خاصة بالإنسان
لا غير.
إن اللغة ترتبط بالكلام المسموع إذن اللغة مرتبطة باللسان و هذا الأخير
خاص بكل قوم إذ يقول'' ابن جني ''« اللغة هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضه ».
سؤال: حدد الفرق بين اللسان و الكلام بما أنهما ينتميان للغة ؟
يقصد بهذا أن الأقوال يعبرون عن
أغراضهم سواء كانت مادية أو معنوية معقولة برسالة لغوية ( الكلام) فيه عمليات
عقلية و يقول '' عبد الصبور شهين '' « اللغة كيان عام يضم النشاط اللغوي الإنساني و يشمل كل ما هو منطوق أو مكتوب أو
إشارة أو إصلاح »
و العلامة هنا بمعنى إشارة أو رمز سواء كان صوتا أو صورة
رسما أو حركة و هذه العلامات تحل معان نتعامل بها و هذا ما نسميه علامة لغوية الكلام هو قول تصدر فيه أصوات و ألفاظ أو
هو ر مز تمتع فيه إيماءات و صور تؤدي رسالة معينة.
بهذا يتسع لدينا معنى اللغة إذ يقول '' عبد الصور شهين''
« اللغة كنظام من
العلامات الاصطلاحية ذات الدلالة الاصطلاحية » و هناك من يضيف إلى معناها أنها : كل وسيلة تساعد على
التعبير و في هذا الصدد يقول '' ابراهيم مدكور'' «
بها...نتبادل المشاعر و الأفكار كالإشارات و الأصوات و الألفاظ و هي ضربان: طبيعية
كبعض حركات الجسم و الأصوات المهملة و الوضعية و هي مجموعة رموز و إشارات أو ألفاظ
متفق عليها لأداء المشاعر و الأفكار»
إذن فاللغة هي : 1 –
كل متكامل و نسق من الرموز و الإشارات تشكل الأصوات أهم أنماطها.
2 – مرتبطة بالكائن
العاقل فردا أو جماعة.
3 – هي واقعة
اجتماعية كما يرى أحمد مومن في كتابه اللسانيات أنها كاهنة في عقول جميع الأفراد
المنتمين لمجموعة لغوية معينة اللغة نشاط لغوي إنساني سواء كان أو صوتيا أو مكتوبا أو إشارة أو اصطلاح.
عناصر
مفهوم اللسان: اللسان يطلق على لغة محدودة تتكلم بها جماعة من
الناس ضمن قواعد و قوانين كاللغة العربية و الفرنسية فاللسان له وجود اجتماعي
مستقل عن الأفراد الذين يتكلمونه إذن فاللسان أخص من اللغة، فهو اللغة منظورا
إليها في سياقها الاجتماعي الزماني و المكاني و لموروث لفظي من مفردات و كلمات و
قواعد نحوية و صرفية.
فاللسان قد يختلف في
اللغة الواحدة ( العربية) لتأثره بعوامل خارجية
عن اللغة كالجغرافيا و النظام الاجتماعي و
اختلاط المجتمع بغيره من المجتمعات.
عناصر
مفهوم الكلام: هو ممارسة فردية
منطوقة إنه فعل و نشاط شخصي نلاحظه بمراقبة الكلام أو الكتابة و التكلم هو من
يقوله فرد لشخص آخر....إذن فالكلام هو القدرة على التفاهم بين الناس عن طريق
علامات صوتية تتيحها لغة محدودة ( A
....أ....الخ )
شروط
الكلام:
1 – وجود لغة محددة( كاللغة العربية أو غيرها)
2 – وجود قدرة على التعبير ( مادي أو معنوي)
للتبليغ أو التواصل أو التفاهم بحيث يسبق ذلك تفكير و إرادة، و قصد إلى غاية
محددة لأن يكون التعبير رد فعل آلي خال من القصد كما هو الحال في عالم الحيوانات.
3 – القدرة على الكلام من
خلال شروط نفسية كالسلامة من الاضطرابات العقلية المعيقة لإمكانية التكلم كمرض (
الحسبة اللفظية) و الذي يؤدي إلى صعوبة استدعاء الكلمات في القول أو الكتابة فيختل
التركيب و شروط عضوية مثل سلامة أجهزة إصدار الكلام من حنجرة و حبال صوتية و رئتين
و لسان و تجاويف فموية و أنفية بالإضافة إلى سلامة الدماغ.
4 – الإلمام بالمفردات و
الكلمات و قواعد التركيب اللغوية و النحوية و الصرفية لكي لا يختل بناء الجمل في
الكلام و يفقد بذلك دلالته مما تقدم يمكن أن نتبين نقاط الالتقاء بين اللغة و
اللسان و الكلام فيما يلي:
*
فاللغة هي الإطار العام الذي يشمل الكلام و اللسان معا.
*
الكلام كفعل فردي لا يتم إلا باللغة و اللسان ( لا يقصد هنا باللسان الجارحة).
*
اللسان هو اللغة التي تستعملها جماعة لغوية محددة( اجتماعيا و تاريخيا و جغرافيا)
و مع ذلك يجب أن نفرق بينها من خلال الآتي:
-
اللغة تختلف عن الكلام في كونها واقعة اجتماعية ثابتة بينما الكلام عمل فردي
يتغير.
-
اللغة نتاج الفرد بينما الكلام عمل إرادي يقوم به الفرد يتطلب قدرات خاصة.
-
اللغة تمثل الجانب الاجتماعي من الكلام لذا فهو غير قادر على تعديلها و تغييرها
الأمر الذي يبرر دراستها مستقلة عنه.
-
اللغة أعم من اللسان لأنه مرتبط بظروف مكانية و زمنية لجماعة لغوية معينة دون
غيرها.
الجرجاني
: علي بن محمد بن علي المعروف بالسيد الشريف ولد بجرجان( 740
ه1339 م) و توفي
بشيران ( 816 ه
الإشكال: ما طبيعة اللغة؟ ومم تتكون؟ و ما طبيعة الوحدات
التي تتألف منها؟ ما هو الرمز؟ و ما هي العلامة اللسانية؟ و هل اللغة تعرف خارجا
مستعملها أم أنها بالإضافة إلى كونها رموزا و إشارات تعمل معنى آخر يتوقف على
مستعملها ( الإنسان)؟
ما طبيعة الرمز و
الدلالة:
إن الإنسان يمتلك عدة أنماط أو
مستويات من
التعبير( اللغة، اللسان، الكلام) و أخصها الكلام ( هو النمط التواصلي الصوتي)
فهناك
من اقتصر معنى اللغة على الكلام فما طبيعة اللغة؟ و ما مكوناتها؟ للبحث في المنظم
الصوتية للكلام و الدلالة المرتبطة بهذه النظم نعود إلى علم الأصوات(La
phonologie ) و علم المعنى (Seniologie).
1 – بنية الكلام:
تتكون من :
أ – الفونام(Phonème):
هي الوحدات الصوتية الأساسية الغير دالة أي لا تحمل معنى و بها يتكون الكلام( أ،
ب، ت،...)
ب – المورفان (Morphine):
هو ربط الفونيمات و تصبح تحمل معنى (أب)
* هكذا
تتكون لدينا تركيبات لانهائية من الرموز و الكلمات
و لها دلالات ( معنى ) متعددة حسب سياقها ( أي
الجملة) نعبر عما نريد لذا يرى '' أندري مارتيني
'' أن جوهر اللغة الإنسانية هو قابليتها للتفكيك و إعادة التركيب و هذا ما يسميه
اللغويين بالتمفصل أي اللغة قابلة للفصل و الوصل بين عناصرها اللغوية( الفونيمات ، المورفينات).
* إن
اللغة تنقسم إلى سلسلة كلامية مكونة من وحدات.
خلاصة:
اللغة الإنسانية مكونة من وحدات موثية
أساسية خالية من المعنى و من وحاد صوتية أعلى ذات معنى تسمح بتأليف جمل متعددة
وفقا لقواعد النحو و تعبر عن مضاهين مختلفة تؤكد كلها على أن اللغة كلها ميزة
إنسانية.
أندري مارتيني: هو
لغوي فرنسي و هو ضليع في علم اللغة.
الرمز: هي
علامة تحوي خصائص و صفات ما تدل عليه بهذا تعني و تشعر بالدلالة و المعنى المقصود
من التبليغ و هذا حسب '' هيجل '' « إذ يقول الأشياء و العلامات
التي نرمز بها لا تعبر ولا تخبر عن نفسها بل تحوي الخاصية العامة للشيء أو المعنى
الذي نرمز له »
أي أن الرمز هو منبه يشير إلى
الشيء و يعرفنا بصفاته
و هناك علماء الدلالة يعرفون
الرمز بـ( مثير بديل يستدعي لنفسه نفس الاستجابة التي قد يستدعيها شيء آخر عند
حضوره)
و الرمز قسمان:
أقسام الرمز: 1- الرمز
اللغوي: و هي الكلمات المنطوقة أو المكتوبة و تدل على أشياء.
2- الرمز الغير
لغوي: كالجرس في تجربة '' بابلوف '' حيث أنه يدعوا
للطعام و عند سماع الكلب له يتوجه إلى مكان الطعام و للرمز دلالتان:
أ- دلالة حقيقية: مثلا الميزان يرمز للعدالة و لا يمكن أن نغير هذا
الرمز.
ب- دلالة مجازية: و هي عبارة عن ألفاظ و كلمات نستعملها للرمز
للأشياء.
العلامة اللغوية: هي وحدة أساسية
في عملية التواصل بين أفراد المجتمع المعين أي هي علامة قابلة لتأويل و تدل على
شيء آخر غيرها و أخصها الكلمات( مسموعة، مكتوبة)
أقسام العلامة
اللغوي:
أ- الدال: هو صورة سمعية تشير إلى شيء و يترك بصمة نفسية
مثال: قسم له صوت و يشير إلى فكرة القسم.
ب- المدلول: هو لمعني المعني أي التصور الذهني
فقولي قسم أفهم منه معنى قسم يقول
'' ديسوسير ''« إن العلامة اللسانية كانت ذهن ذو وجهين » و يقصد بهذا أن العلامات اللغوية تحمل مجموعة
أفكار تتكون من دال و مدلول فتأسس معنى الدلالة العلامة لها فقط دلالة مجازية
أقلها وجه مادي و آخر معنوي يقول'' إميل بنفيست '' « ... فالكلمة وسيط بين أفكارنا و تجاربنا فهي
ترتبها و تنقلها من طابعها الذاتي إلى تجارب يدركها الآخرون »
إميل بنفيس:
هو لساني فرنسي معاصر
فردينالد ديسوسير: عالم لغوي سويسري مؤسس الألسنيات
المعاصرة.
العلاقة بين الألفاظ
و الأشياء: (الدال و المدلول)
1- العلاقة ضرورية: إن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي و
بسبب تطور الحياة أبدع الإنسان لكلمات و ألفاظ(الدال) ليدل على الأشياء (المدلول)
و قد حاول اللغويون المعاصرين إثبات الترابط الوثيق بين الدال و المدلول من حيث أن
'' إن العلاقة بين الدال و المدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك علاقة
ضرورية''
2- العلاقة اعتباطية:
من الحقائق التي أقرها علماء اللغة خاصة (الكلام)
فهي نسق من الإشارات و الرموز التي أبدعها الإنسان و تواضع عليها ليستخدمها في
التفكير و التواصل فلو كانت الكلمات تحاكي لأشياء فكيف يمكن تفسير تعدد الألفاظ و
المسميات لشيء واحد فليس هناك علاقة بين الدال و المدلول ذاتية و ليس هناك مطابقة
بين الكلمة و أصلها (اللفظ و معناه) فالربط بينهما
تعسفي اصطلاحي اعتباطي و الدليل هنا واقعي فلماذا يتعذر التفاهم بين شخصين تختلف
لغتهم. أن الشيء الواحد يرمز له بألفاظ مختلفة باختلاف اللغات يقول '' ديسوسير '' « ففكرة أخت لا ترتبط بأي صلة داخلية مع تعاقب الأصوات
أ، خ، ت(الدال) إذ أنه من الممكن جدا تمثيله بتعاقب آخر مثل باب أو نافذة » لذلك لا توجد ضرورة عقلية أو تجريبية فرضت على اللغة العربية
مثلا التعبير عن هذا المعنى بهذه الأصوات بل تم اقتراحها من دون مبرر و هذا ما
يسمى بالتواضعية و إن الترابط الذي يتحكم في لغة الإنسان هو ترابط اصطلاحي رمزي
اعتباطي – و الدليل الثاني يبرر صحة هذا التحليل أن نفس المعنى ' معنى أخت ' يعبر عنه بلغات مختلفة و بتتابع أصوات أخرى
ففي فرنسا نقولSoeu و الإنجليزية نقول Sister فلو كانت العلاقة ضرورية لما تباينت الأصوات.
تبادلية اللغة و الفكر:
1 – تمهيد:
إن اللغة نسق رمزي تنتظم داخله مجموعة من التصورات و المفاهيم و العلاقات بعد
إدراكات للمحسوسات هذه اللغة يقابلها الفكر الذي يعتبر مجموعة من المعاني و
المفاهيم و التصورات القائمة في أذهاننا فهل الفكر منفصل عن اللغة؟ و ما علاقته
باللغة؟ و هل هو موجود قبلها؟ أم أنه هو نفسها؟
الموقف الأول: الفكر منفصل عن اللغة
الاتجاه الثنائي: يميز أصحبا هذا الموقف بين الفكر و اللغة حيث
يعتبرون الفكر و المعاني تسيق اللغة لأننا نفكر بعقولنا أولا ثم نعبر عن ذلك و من
أبرز ممثلي هذا الاتجاه'' برغسون ''إذ يرى أنه لا
يوجد تناسب بين الأفكار و اللغة المستعملة للتعبير إذ يقول: « الألفاظ قبور المعاني » و يقصد بهذا أن اللغة
بدلالاتها تعجز عن التعبير عنها ثم إن مشاعر الإنسان نابضة بالحيوية و لا يوجد في
اللغة ما يمكن من أن ننقل هذه المشاعر فيحس بها الآخرون كما نحس بها نحن فاللغة لا
تنقل من المشاعر إلا جانبها العام غير الشخصي إذن اللغة عائق للفكر و هذا ما
يجعلنا نستعين بالإشارات و الرسم و الموسيقى و يقول:''
برغسون '' أيضا :« اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر» يعني بهذا أن
المعاني متطورة و سريعة أكثر من الألفاظ فأجمل الألفاظ هي تلك التي لا نستطيع أن
نحسدها في لغة لذلك نستعمل اللغة الجمالية و هذا ما جعل أنصار هذا الاتجاه يعتبرون
الفكر أشمل من الألفاظ و الدليل على هذا أننا نعجز أحيانا عن إيجاد الألفاظ
المناسبة لأفكارنا لذا فالتعبير رسالة مثلا نقوم بعملية الشطب يقول '' برغسون ''« نحن نفشل عن التعبير بصفة كاملة عما تشعر به
روحنا لذلك الفكر يبقى أوسع من اللغة» و أيده أيضا
'' دونيرديدروا''' « أعتقد أننا نملك أفكارا
أكثر مما نملك أصواتا »
النقد : لكن هذا الرأي بالغ في تمجيد الفكر و التقليل من شأن اللغة الأمر الذي جعل
الفكر نشاطا أخرسا إن الإنسان يشعر بأنه يفكر و يتكلم في آن واحد و الواقع يبين
أنه من المستحيل التفكير بدون لغة. و أحيانا عندما نعجز عن التعبير عن أفكارنا
فهذا يعود إلى عجز في رصيدنا اللغوي.
الموقف الثاني: الفكر متصل باللغة
الاتجاه الأحادي: لا يوجد فرق بين اللغة و الفكر لأنه لا
يوجد فكر بدون لغة كما لا توجد لغة بدون فكر، إن الألفاظ توضح المعاني و تميزها عن
بعضها البعض فمن دون لغة لا تدرك المعاني و لا تعرف فاللغة أساس التفكير و هنا نجد
'' تيسوسير'' '' ميرلوبونتي''
و '' أرسطو '' و'' هيجل
'' و '' جون لوك ''
فيرى '' ديسوسير '' أنه
لا يوجد للأفكار إلا إذا عبرنا عنها بألفاظ إذ يقول: «
يمكن تشبيه اللغة بورقة وجهها الأول الفكر و وجهها الثاني الصوت» فهنا لا يمكن فصل الوجه عن الظهر إذن لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن
الفكر يقول'' أرسطو ''« ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية » و أيده '' جون لوك
'' الذي اعتبر اللغة علامات حسية تدل على الأفكار الموجودة في الذهن و هذا
ما يبينه كذلك علم النفس التكويني حيث يرى أن الأطفال يكونون المعاني عند اكتساب
اللغة فكلما تطورت لغتهم تطور تفكيرهم فأثبت علم النفس التكويني أنه كلما اتسعت
ثروة الفرد اللغوية زادت قدرته على التفكير و التعبير و بذلك ينمو الذكاء و يتطور
و تزداد نسبته و يقول '' هيجل ''« نحن نفكر داخل الكلمات » و في نفس الاتجاه قال:''
غوسدورف '' « التفكير ضاج بالكلمات» و هذا يعني أن الألفاظ تحفظ بالمعاني و
تبقي عليها و بدونها لزالت عن الوجود لهذا اعتبرت الألفاظ بمثابة حصون المعاني و
مهمة الحصن الحفظ و الصوت يقول: '' ميرلوبونتي ''« إن
الفكر لا يوجد خارج العالم و بمعزل عن الكلمات » و هذا معناه أنه لا يوجد
فكر خالص قائم من دون لغة. و إن هذا الاعتقاد هو مجرد توهم لأنه في الحقيقة مونولوج حوار داخلي ذاتي و حديث يتوجه به المرء إلى
نفسه داخلي بين الذات و نفسها إذ يقول '' أحمد معنوف
'' « ... عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت
و عندما نتحدث فنحن نفكر بصوت عال» و بذلك الإنسان يفكر باللغة و هو ما عبر
عنه '' زكي نجيب محفوظ '' « الفكر هو التركيب اللفظي أو الرمزي لا أكثر و لا أقل».
-
إذن اللغة هي ذاتها الفكر
النقد:
لكن المشكلة تبقى قائمة بالرغم من كل التوضيح الواحد فالأديب على الرغم من امتلاكه
لثروة لغوية هائلة إلا أنه لا يوجد الألفاظ المناسبة لمشاعره و أحاسيسه.
التركيب:
مهما
تحفظ البعض في مسألة التوحيد بين اللغة و الفكر و اعتبارهما
إذن
هي العلامات اللغوية كل مؤلف من دال و مدلول مكونين الدال يقول '' ديسوسير '' « الطفل لا يدرك الأشياء إلا عندما يتعلم أسماءها و لا
يعرف مشاعره إلا عندما يقال له إنك مسرور و كذلك الراشد لا يمثل الفكرة إلا عندما
يتابع الشرح و يعبر عنها بوضوح و دقة »
- إذن اللغة هي الفكر ذاته و ليست فقط أداة للتعبير لكن متى بلغت
درجة الوضوح و التماسك كانت دقيقة.
المشكلة: اللغة و الفكر( التبليغ و التواصل الاجتماعي)
الإشكال: كيف يشير لها أن تحقق التبليغ و التواصل بالرغم من تنوعها و تعدد نشاطها؟
الاتصال: هو توجيه رسالة من طرف لآخر دون تلقي الرد
مثال: المحاضر في الجامعة أم الإمام في خطبة مع المصلين
التواصل: هو تبادل أطراف الحديث بين الأفراد حيث يكون الحوار
و مناقشة الآراء و الأفكار.
إذن بما أننا ذوات اجتماعية
واعية فنحن نتصل بالآخرين و نحقق التواصل عن طريق الانفتاح و المشاركة هكذا نحن
نتواصل أكثر ما نتصل و هذا دور اللغة.
و هذا يخالف ما قدمه
ديكارت الذي بنى فلسفته على فكرة الكوجيتو ( أنا أفكر إذن أنا موجود) حيث بين
التواصل بين الذات و ذاتها حيث تدرك الذات أنها موجودة من خلال التفكير لكن هذا يؤدي إلى
شروط التواصل: لكي يقوم التواصل فلا بد من عوامل و مقومات أبرزها:
المرسل: هو المنتج و المبلغ للرسالة ( إما شخصا أو جماعة)
المتلقي: هو المرسل إليه و يكون إما شخصا أو جماعة
الرسالة: هي الخطاب الموجه للمتلقي
المرجع: هو الموضوع المناقش في الرسالة( مضمون الرسالة)
روابط الاتصال:
إما بقنوات الاتصال سواء كانت مادية سواء كانت مادية أو نفسية.
الشفرة: الكود نظام رمزي مشترك بين المرسل المتلقي قد يكون
كلاما أو إشارات يدوية أو إشارات بصرية أو إماءات أو لا فتات.
وظائف اللغة: الوظيفة النفعية: الوظيفة الشخصية:
1-
الوظيفة التفاعلية: الوظيفة الاستكشافية
:
2-
الوظيفة التنظيمية: الوظيفة التخيلية:
3-
الوظيفة الرمزية: الوظيفة الإخبارية:
4-
حل الإشكالية:'' الخلاصة '':
في تلخيص لما تقدم نجد أن الحديث عن اللغة هو في الحقيقة حديث عن الإنسان فهي خاصيته التي تميزه بالرغم مما يتراءى في عالم الحيوان من إرهاصات بدائية للتواصل ليس فقط لكون هذه الإرهاصات غريزية و بيولوجية صرفة، بل لخلوها من الطابع الفكري الذي هو عند الإنسان من التعقيد بحيث يصعب فصله عن اللغة ذاتها و ذلك لاشتراكهما في التركيب و الدلالة و المز و يبقى التواصل بأوسع معانيه فضلا عن الوظائف النفسية و المنطقية أبرز ما تحققه اللغة كفاية كبرى حفظت و لا تزال تحفظ الإنسانية تراثها الثقافي و الحضاري على مر العصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق