المنظمات الإجرامية وأسباب تطورها

0

 المنظمات الإجرامية وأسباب تطورها:

الفرع الأول: المنظمات الإجرامية:

      و يطلق عليها أيضا النقابات الإجرامية و الاتحادات الإجرامية و ذلك للاعتبارات التالية:
         *كون الجريمة المنظمة ليست جريمة واحدة بمعنى أنه لا يرتكبها شخص واحد و ليست محدودة في نشاط إجرامي واحد بل هي مشروع إجرامي و يقيم أنشطة إجرامية متعددة و يقوم بها أناس متعددون.

*إن هذا التنظيم الإجرامي يظهر بين جماعات متباينة بدءا من جماعات النواحي، تجمعات الجيرة و عصابات الجانحين و جماعات اللصوص و النشالين.
 كما يقوم هذا التنظيم الإجرامي بن جماعات متباينة بدءا بأوضاع مختلفة ترتب حقوق و التزامات مشتركة ، كما تجمع بينهم أساليب و مستويات و مواقف و اتجاهات و قواعد اتفاقية تسهل عملية التنسيق بين النشاطات و تدعم تقسيم العمل بينهم ومن أهمها:

  المافيا الأمريكية:La Cosa Nostra

ما زال هذا التجمع من أكبر المنظمات الإجرامية في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لتعدد نشاطه الإجرامي المتمثل أساسا في المتاجرة بالمخدرات ، الدعارة ، محلات القمار ، تبييض الأموال ، السطو ، بيع الأسلحة ، القوادة ، زيادة على ذلك تعمل على السيطرة على النقابات في مختلف مجالات الحياة.

قد أنشأت هذه المنظمات الإجرامية مع قدوم المغتربين من جنوب إيطاليا (صقلية) سنة 1820 إلـى 1930 حوالي 04 ملايين إيطالي ، نسبة كبيرة من صقلية 70% الذين اختاروا أماكن للعيش يعتبرونها بمثابة إيطاليا الصغيرة Petit Italie زيادة على ذلك قدوم مغتربين من ايرلندا وأوروبيين مما زاد هذه المنظمات في استعمال العنف كوسيلة لتعبر عن ذاتها و إيجـاد حيز لأعمالها، و توجد بالولايات المتحدة 25 عائلة حسب تقرير أف.بي.آي.
                                                                              
من أهم العائلات المعروفة في عالم الإجـرام المنظم بالولايات المتحـدة الأمريكية عائلة بونانو Bonnano عائلـة كولومبو Colombo ، عائلـة جينوفاز Genoverse ، عائلة قامبينو Gambino ، حيث قدر رقم أعمال المافيا الأمريكية عام 1990 بمبلغ إجمالي يتراوح ما بين 30 و 60 مليار دولار.

كمـا تقوم المافيـا باستثمـار و تبييـض أموالهـا في جميع مجـالات الحيـاة كالعقار ، البناء ، المطاعم الفاخرة ، السياحة ... حيث يحاط عملها بترسانة من المحامين و المحاسبين لإعطائهم النصح و المشورة، كما أن هناك جماعات إجرامية أخرى: كملائكة الجحيم ، الخارجون عن القانون  قطاع الطرق ...

المافيا الروسية:

 تعتبر المافيا الروسية من أخطر أنواع المافيا في العالم و ذلك للتحول الكبير الذي شهده الاتحاد السوفيتي و انهيار كنظام سياسي و بالتالي التوجه الجديد نحو عالم المال و الأعمال و كذا الإجرام ، حيث تشكلت جماعات المافيا الروسية على شكل تجمعات تمكنت من السيطرة على جميع مجالات الحياة الاقتصادية تقريبا و هذا باعتراف سياستها.

بناءا على نفس المصدر فإن 60 % من 3000 بنك روسي هي تحت السيطرة لجماعات المافيا ، كما ذهب مركز الدراسات الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة إلى القول بأن المافيا الروسية منتشرة في جميع أنحاء العالم كجنوب شرق آسيا، كما أن هناك 26 جمعية منظمة تنشط في 17 مدينة بالولايات المتحدة . و كذا هنالك ما بين 47 و 60 جمعية منظمة أخرى تنشط في كل من ألمانيا و إيطاليا، حيث مثل شكلها بالأخطبوط الآتي من الأماكن الباردة La prierre qui venait du froid ، وذلك لتشبعها بين دول العالم ، حيث يتسع مجال نشاطها من بيع الأسلحة و المواد النووية المشعة ، المتاجرة بالجنس البشري ، الدعارة و النصب و الاحتيال، حيث أن هذه الأعمال مكنتها من جمع مبالغ بعشرات المليارات من الدولارات ، و قد اعترف المدير الحالي لـ FBI السيد Louiss Fred بأن المافيا الروسية تجاوزت بكثير من حيث الإجرام و كذا القوة الضاربة.

المافيا الإيطالية COSA NOSTRA:

و تتمثل في المجموعات الإجرامية التالية:
1-           لاكوزانوسترا الصقلية  La costa nostra de sicilé
2-           لاندغنقيتا دوكلابغي         La nedrangheta de calabré
3-           لاكامورا دوكمباني           La comorra de compania
4-           لاساكرا كورونا يونيطا La sacra unita

حيث تعتبر المافيا الإيطالية من أعرف المافيا و أقدمها لأن كلمة مافيا Mafia تنسب إلى إيطاليا و يرجع معناها إلى إحدى الحادثين:

الحادثة الأولى:

يرجع أصل كلمة مافيا Mafia إلى القرن 13 مع غزو الفرنسيين لأراضي جزيرة صقلية و ذلك سنة 1282 ، حيث تكونت منظمة سرية لمكافحتهم كان شعارها: Morte Alla Francia Italia Anela  و تعني بالعربية "موت الفرنسيين هو أمنية إيطاليا" فجاءت كلمة MAFIA من أول حرف لكل كلمة في هذا الشعار و أصبحت ترمز إلى هذه المنظمة المناهضة لغزو الفرنسيين لجزيرتهم.



الحادثة الثانية:

تعود هذه الحادثة حسب أحد زعماء المافيا و على رأسهم "جوبونانو" أن بداية المافيا كانت تتوجا للتمرد و العصيان الذي ظهر نتيجة قيام أحد الغزاة الفرنسيين باختطاف و اغتصاب فتاة إيطالية في ليلة زفافها و كان ذلك يوم الاثنين سنة 1272 الموافق لعـيد يوم القيامة ، مما أشعل نار الانتقام في صدور الإيطالييـن من مدينة لأخرى ، فقتلوا عددا كبيرا من الفرنسيين انتقاما لشرفهم في هذا اليوم المقدس ، و كان شعارهم الصرخة الهستيرية التي صارت ترددها أم هذه الفتاة في شوارع المدينة ،وهي تجري لمجنونة MAFIA MAFIA ابنتي – ابنتي بالفرنسية.


في الحقيقة أن الكثير من زعماء المافيا يفضلون هذه الحادثة لارتباطها بالنبل و الشجاعة و الدفاع عن الجماعة و الشرف و المقدسات،غير أننا نرى العكس فهذه الكلمة ترتبط بالحادثة الأولى و ذلك لأنها أقرب للحقيقة، حيث تحدد الأشكـال المختلفـة للمافيا الإيطاليـة من المخدرات، تهريب السجائر، بيع الأسلحة ، السطو على البنوك ، الدعارة و السيطرة على الكازينوهات و بالتالي لا تتوانى عن اغتيال أي شخص إذا ما أحس أعضاؤها بالخطر.


زيادة إلى هذه المنظمات الإجرامية ، فهناك منظمات أخرى منتشرة في كل قارات العالم كالمافيا المكسيكية ، المافيا الكولومبية ، المافيا التركية ، المافيا الصينية (الترياد) المافيا اليابانية (ياكوزا) و المافيا الألمانية .

الفرع الثاني:أسباب تطور الجريمة المنظمة:

 1- فساد وضعف نظام  العدالة:

لا شك أن ضعف نظام العدالة يعد من أهم الأسباب التاريخية لنشأة الجريمة المنظمة وذلك لأن أفراد المجتمع يفقدون الثقة في أجهزة العدالة حيث لا تستطيع هذه الأخيرة حمايتهم وتأمين قضاء حقوقهم فيلجئون إلى مؤسسات أخـرى مثلما لجأ سكان صقلية إلى مؤسسات ( المافيا ) لتأمين هذه الحماية ، وهكذا الحال في كثير من المجتمعات، هذا الضعف و الفساد في نظام العدالة يعد سبباً وأداة قي يد الجريمة المنظمة الدولية لتنتشر في المجتمع وتصيب كل أركانه بالفساد إلا أن النشأة الأولى تكون في تجمعات الفقراء, و السود في مجتمعات التفرقة العنصرية ,و الأقليات أو الأكثريات الغير المصنفة سياسيا أو المناطق التي يصنفها النظام على أنها غير مهمة .

2- نظام حرية السوق :

يوفر هذا النظام حرية تجارية كبيرة تمنح المنظمات الإجرامية فرصة كبيرة لممارسة أنشطتهم التي لا تصل إليها الأجهزة الرقابية، لهذا كانت الدول الخاضعة للنظام الشيوعي في مأمن من الجريمة المنظمة ذات الطبيعة الدولية لما تفرضه أنظمتها من مراقبة على دخول
                                                                                       
الأموال و التعامل بها وتقييد حرية السوق حسب ما تمليه المصلحة الوطنية وتشير الإحصائيات أن الجريمة عموماً و الجرائم المنظمة انتشرت في روسيا بعد انهيار النظام الشيوعي.

3- الحرية الاجتماعية الزائدة :

 تختلف المجتمعات في اختيار نظامها الاجتماعي إلا أن الانحلال الأسري وغياب الضوابط الاجتماعية و القانونية لا سيما غياب إستراتيجية تربوية سليمة وضعف التوجيه الديني في البيت و المدرسة يؤدي إلى تفشي جرائم الدعارة ، المخدرات وتزييف العملة , و القمار و المسكرات ، وتعد هذه الأنشطة من أدوات الجريمة المنظمة التي تدخل بها المجتمعات .

4- الفساد الإداري :
        
إن فساد الإدارة وتفشي الرشوة في القطاعين الحكومي و الخاص يعتبران مجالاً يمكن منظمات الجريمة من الدخول و التغلغل في المجتمع و السيطرة على أجهزة الحكم فيه

5- المجتمعات السياحية:
       
بقدر ما تجذب السياحة من عملات صعبة إلى المجتمع, تكون المنظمات الإجرامية خلف هذه العملات التي تسلبها من أنشطتها غير الشرعية وقد تكون هذه المنظمات هي المنشئة لهذا النوع من النشاط كنوع من الاستثمار لنشاطها

6- الحروب بصفة عامة / خاصة الحروب الأهلية:
   
تكون الحروب عادة مجالاً يجذب تجارة السلاح وخاصة التجارة غير المشروعة بالسلاح, لهذا فإن المنظمات الإجرامية الدولية هي الأكثر استفادة من هذه الحروب خاصة وأن الحروب تعطل جزءاً كبيراً من النظام و القانون و أجهزة العدالة.

7- الأقليات المنتمية للمجتمع:
   
من الملاحظ أن الأقليات تحاول أن تحمي نفسها في المجتمع بالحرص على بقاء قيمها الخاصة وثقافتها وأحيانا لغتها, الأمر الذي يجعلها من حين لآخر تصطدم بالنظام السياسي الحاكم.

حيث تنشأ لهذه الأقليات انتماءات للقومية الأصلية فتكون لنفسها سياجاً أمنيا واجتماعيا  يحميها من تسلط النظام ، وعادة ما تلجأ هذه الأقليات إلى المساعدات الخارجية التي تتدخل مؤسسات الجريمة المنظمة لإسنادها بغية الدخول من خلالها إلى المجتمع كي تمارس أنشطتها .

























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه