الإرهاب في الجزائر

0
الإرهاب في الجزائر.

           تعتبر ظاهرة الإرهاب من بين الظواهر الأكثر انتشارا في العالم في يومنا هذا، وبما أن الجزائر جزءا من هذا العالم فهي لم تسلم من هذه الظاهرة حيث عانت الكثير خلال العشرية الماضية نتيجة التفشي والانتشار الخطير للجماعات الإرهابية المسلحة وأعمال التخريب والعنف الدموي مما أدى إلى ركود شبه تام على جميع المستويات ومن خلال هذا المبحث سنحاول التطرق إلى ظهور وتطور الإرهاب في الجزائر وكذا تنظيمه وهيكلته.

الفرع الأول: ظهور وتطور الإرهاب في الجزائر

           تعود جذور الإرهاب في الجزائر إلى فترة ما بعد الاستقلال مباشرة وذلك كرد فعل على التوجه الاشتراكي للدولة، حيث ظهرت جمعيات دينية متطرفة معادية للنظام، منها (جمعية القيم سنة 1963 بزعامة تيجاني الهاشمي) والذي كان على علاقة وطيدة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، هذه الجمعية تم حلها سنة 1966 وأنشئت محلها (جمعية أنصار الله والتي يسيرها خطاب أحمد تيجاني) هذا الأخير الذي واصل نشاط سابقه، حيث كان متشبع بالأفكار المتطرفة الهادفة إلى زعزعة النظام القائم آنذاك وكسابقتها فإن هذه الجمعية كان لها نفس المصير.

   إن الجمعيتين السالفتين الذكر أعطت ميلاد تنظيم ثالث أكثر تطرفا وتعنتا وصرامة بحيث أصبح هدفه زرع الرعب والهلع من اجل احترام تعاليم الدين الإسلامي ومثال ذلك (ما لوحظ في الحراش سنة 1968، حيث تم إرسال رسائل تهديد لمسيري محلات بيع المشروبات الكحولية وتم حثهم فيها على غلق محلاتهم كما كانوا يعتدون على النساء المتبرجات).

   ومن نتائج هذه الأفكار التطرفية ظهور كتاب "المزدكية أصل الاشتراكية" لمؤلفه عبد اللّطيف سلطاني والذي طبعه في آلاف النسخ وتوزيعه وهو كتاب خطير ينتقد فيه أسلوب النظام القائم ويدعو إلى التطرف والخروج عن هذا النظام مما أدى بالسلطات آنذاك إلى التحرك وإيقاف الأشخاص المتسببين في العنف، لكن وبالرغم من محاولة الدولة القضاء على هذه الظاهرة فإن نشاطات هذه الجماعات لم تتوقف وواصلت عملها داخل المساجد محاولة جلب المواطنين لاحتضان أفكارها.

   و في سنة 1965 ظهرت النواة الأولى لحركة الإخوة المسلمين بجامعة قسنطينة وكان على رأسها أستاذ الشريعة الإسلامية بنفس الجامعة وهو المدعو "العيداوي سلام" والذي كان يلقي دروسا لفكر "حسن البنا" و"جلال كشك". هذه الحركة التي امتد نشاطها إلى نشر وفرض أفكارها على الغير في مختلف المناسبات (سهرات، مسرحيات، أفراح وأفراح)، حيث قاموا بإضراب ومظاهرات داخل المعهد سنة 1970 وكانوا و راء الأحداث التي وقعت بين أنصار اللغة العربية واللغة الفرنسية سنة 1973، وخلال هذه السنوات أطلق أنصار هذه الحركة على أنفسهم اسم "أصحاب الدعوة والتبليغ" وأصبحوا أكثر تطرفا فقاموا بزرع الفتنة في المراكز الجامعية والمساجد وكانوا ينظمون رحلات ترفيهية إلى البحر والغابة على شكل مخيمات وممارسة الاعتكاف لمدة ثلاثة أيام وممارسة حصص رياضية بدنية لا سيما الفنون الحربية، وحدث هذا التطور بعد ترأس عباسي مدني وسلطاني عبد اللّطيف هاته الحركة. وعرفت سنوات 1974- 1975 تطوع أفراد هذه الحركة للقتال إلى جانب الأفغانيين في قضيتهم ضد الإتحاد السوفيتي.

   في سنة 1976 قام عناصر الدعوة والتبليغ وتعبيرا منهم عن معارضتهم للاختيار الاشتراكي أثناء شرح بنود الميثاق الوطني قاموا بتوزيع المناشير وتعليق الملصقات على الجدران وبدأت أعمال العنف بإشعالهم النار في العديد من محلات بيع الكحول وقطع أعمدة الهاتف، إلا أن تدخل المصالح الأمنية أدى إلى اعتقالهم ومحاكمتهم.

   أما في سنة 1978 قامت الحركة بتعزيز مكانتها في المؤسسات والشركات الوطنية عن طريق ضغط النقابات ففرضوا إقامة قاعات للصلاة في كل مؤسسة، كما وصل تأثيرها إلى داخل بعض المؤسسات الحساسة.

   ومن بين العوامل التي أدت إلى تشدد مواقف الحركة السالفة الذكر هو تأسيس الجمهورية الإسلامية بإيران وانتصار المقاومة الأفغانية، حيث أصبحت عناصرها تؤمن بأن الوصول إلى السلطة يقتضي استعمال الكفاح المسلح.

   وفي تلك الأثناء برز المدعو "مصطفى بويعلي" كناشط إسلامي بمسجد العاشور والذي جلب اهتمام العديد من عمال مؤسسة سونيلاك التي كان يشتغل بها، وكذا الكثير من الشبان خاصة المتابعون من طرف العدالة، وانطلاقا من سنة 1980 بدأت الحركة تخرج من الإطار الذي حصرت فيه وأضفي عليها طابع الحركة المسلحة وبدأت بجمع التبرعات وقيل آنذاك أنها لمساعدة الفقراء وبناء المساجد[1].
   كان ميلاد أول مجموعة مسلحة سنة 1981 أطلق عليها اسم "الحركة الإسلامية المسلحة الجزائرية" بزعامة "مصطفى بو يعلي" والتي قامت بأعمال عنف عديدة من بينها الهجوم المنفذ يوم 22 أوت 1985 ضد وحدة الأشغال العمومية (DNC) بعين النعجة والاستحواذ على مبلغ 850.000دج، وكذا الهجوم المنفذ ضد مدرسة الشرطة بالصومعة بالبليدة خلال ليلة 26 إلى 27 من نفس الشهر والسنة والذي نتج عنه اغتيال موظف شرطة والاستيلاء على أسلحة وذخيرة، ومن بين الأعمال التي نفذتها هذه المجموعة كذلك هو الاستيلاء على متفجرات من محجرة "كاب جنات" ببومرداس والهجوم على وحدة الأروقة الجزائرية بسيدي موسى البليدة، وكذا اغتيال أربعة دركيين في 21 أكتوبر 1985 بواد الجمعة الأربعاء البليدة وكان نشاط المجموعة الإرهابية منحصرا في المنطقة الشرقية للبليدة (بوقرة، الأربعاء، سيدي موسى، مفتاح) وضواحي مدينة الجزائر (بئر خادم، بابا علي، السحاولة).

   غير أن الهدف الرئيسي للحركة الإسلامية المسلحة كان إعطاء الانطباع بوجود معارضة سياسية قائمة على الدين الإسلامي وإقامة دولة إسلامية وقد تمكنت مصالح الأمن من القضاء على بويعلي بتاريخ 03/02/1987 فيما امتثل 208 فردا متورطين مع هذه المجموعة أمام محكمة أمن الدولة بالمدية.

   وخلال تلك الفترة تنامت تجمعات "الملتحين" مستفيدين من تصاعد الأصولية من خلال إقامة معسكرات في الغابات وفي الشواطئ المعزولة وذلك بغرض التدريب كما نظمت سفريات من قبل جمعيات خيرية على غرار الدعوة والإرشاد إلى أفغانستان عبر باكستان، السودان، العربية السعودية، ليبيا، مصر وإيران، ومن جهة أخرى فإن ظهور بوادر الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على الجزائر أحدث استياءا كبيرا لدى الشعب.

   ومنه فإن كل مقومات الثورة كانت مجتمعة لتعرف الجزائر أحداث أكتوبر 1988 المؤلمة والتي استغلتها الحركة الإسلاموية بدقة من خلال استعمال سياسة امتصاص الغضب الاجتماعي وبالتالي الدخول في اللعبة الديموقراطية مستفيدة من دستور 1989 حيث تم إنشاء حزب "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، وفي تلك الأثناء عاد مئات الجزائريين الأفغان إلى البلاد هؤلاء الذين تلقوا تدريبات في ميدان حرب العصابات، حيث تمثل دورهم داخل الحزب المنحل في تأطير مظاهرات استعراض القوة كما أنهم كانوا متلهفين للإنتقال إلى الجهاد مثل ما يتصورونه وقد شكل أغلبهم جزءا من نواة الجماعة الإسلامية في المستقبل  ، بالإضافة إلى ذلك فقد أعلنا "عباسي مدني" و "علي بلحاج" من خلال عدة تجمعات خصوصا ذلك المنعقد يوم 12/11/1990 ببوسعادة – الجهاد في حالة تعذر قيام دولة إسلامية – بعد الإنتخابات التشريعية.

   إن كل هذه النداءات للجهاد سرعان ما ترجمت ميدانيا، كما أن احتلال المجالس البلدية والولائية سمح لهذه المجوعات بالتسلل عبر هياكل الدولة مما سهل هيكلتهم والتحضير إلى مرحلة مقبلة، وكل ما سبق ذكره أدى إلى إنشاء الحركة الإسلامية المسلحة (MIA).

بعد تعليق الانتخابات في سنة 1991 دخلت الجزائر في دوامة الإرهاب والتخريب نتيجة تفاقم حركة العصيان المدني، ونستطيع ذكر بعض الأعمال العنيفة التي نفذت قبل وقف المسار الانتخابي مثل الهجوم على المركز الحدودي "بقمار" وكذا سرقة مواد متفجرة من محجرة "بجيجل" وفي تلك الأثناء اتسعت رقعة الإرهاب حيث أنها لم تقتصر على رجال الأمن فحسب بل صار المثقفون والعلماء هدف من أهداف الإرهابيين بتهمة الموالاة للدولة وسرعان ما جاء دور الصحفيين ورجال الفن والشخصيات السياسية والتاريخية والأجانب، ولم تسلم أي فئة من المجتمع من أعمال الإرهاب وحتى المواطنين العزل والأبرياء مسهم غيل و ظلم وجور هذه الجماعات وسفك الدماء والاغتيالات الجماعية.

   وبعد فترة قصيرة ظهر انشقاق في صفوف الحركة الإسلامية المسلحة أدى إلى تفككها وانشق منها الجيش الإسلامي للإنقاذ AIS والجماعة الإسلامية المسلحة GIA، وما سجل آنذاك هو ظهور تنافر وتقاتل بين أفراد AIS و GIA حيث تمكنت هذه الأخيرة من الضغط على الأولى وحصرها في شرق البلاد.

   و لعلى أن أخطر جماعة إرهابية عرفتها البلاد هي "الجيا" والتي تكونت من خلال تلاحم ثلاثة تنظيمات نشأت عند اندثار الحركة الإسلامية المسلحة وهي "جماعة الباقون على العهد، جماعة الموحدين، وجماعة الحركة من أجل الدولة الإسلامية" وكان ذلك خلال اجتماع "براقي" في سبتمبر 1992 أين تم تحديد الهدف والذي هو تحريك الأعمال المسلحة لإقامة دولة إسلامية، وتولى قيادة الجماعة آنذاك "عبد الحق لعيادة المكنى أبو عدلان" كأمير وطني، ولقد انحصر عمل هذه الجماعة خلال فترة ما بين 1992 و 1995 في المناطق الحضرية ليتحول فيما بعد إلى المناطق الجبلية نتيجة المضايقة التي تلقتها من طرف مختلف قوات الأمن.
      عند وصول "جمال زيتوني" المكنى (أبو عبد الرحمن أمين) على رأس الجماعة الإسلامية المسلحة الذي قام بمطاردة عناصر الجزأرة المتهمين بالتّآمر للاستحواذ على المنظمة وبالتالي ظهرت صراعات داخلية عنيفة، وعند مجيء "عنتر زوابري" تحركت الانشقاقات أكثر فأكثر خصوصا من خلال خروج "حسان حطاب" وأصدقاؤه بإنشائهم للجماعة السلفية للدعوة والقتال GSPC والدعوة إلى جهاد خالص، مما أدى بعنتر زوابري إلى مضاعفة شراسته واللجوء إلى تكفير الشعب بأسره.

   الجماعة الإسلامية المسلحة حاليا تعاني عزلة وضعف كبيرين، وبحثا عن البقاء لجأت المجموعات المتبقية من هذه المنظمة إلى التحصن بالمناطق الجبلية الوعرة والتقسم إلى مجموعات صغيرة وتكمن درجة خطورتها الحالية في كونها تعتدي خصوصا على السكان المدنين العزل.

   ومن أبرزالتنظيمات الإرهابية المنشقة عن الجيا:

01-            الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح FIDA:
                     وكان ذلك في بيان لهم سنة 1993 أين أعلنوا انشقاقهم عن الجماعة الإسلامية المسلحة نتيجة خروج هاته الأخيرة عن مسار الجهاد حسب ظنهم بالاغتيالات العشوائية، حيث أن الـ FIDA كانت تؤمن بضرورة أن الجهاد يبدأ من الرأس، وكانت أعمال هذه الجماعة تنصب في اغتيال الصفوة والمثقفين وكانت تنفذ عملياتها في قلب العاصمة وسرعان ما تم القضاء على هذه الجماعة ووضع حد لأفعالها الإرهابية.

02-            الجماعة السلفية للدعوة والقتالGSPC:
                     أنشأت هذه الجماعة بمباركة من "أسامة بن لادن" تحت إمارة "حسان حطاب" وينتشر نشاط هذه المجموعة في:

-             وسط البلاد (المنطقة الثانية) تحت قيادة سعداوي عبد الحميد.
-             شرق البلاد تحت قيادة صافي عمار المدعو "عبد الرزاق البارا".
-       جنوب البلاد، مجموعة بلمختار مختار المكني "خالد أبو العباس" مهمتهم بالأسلحة لفائدة الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

       وهناك منظمات إرهابية أخرى وهي ذات أهمية أقل ولكن باستطاعتها إلحاق الأذى، ونشاطها يبرز في غرب ووسط البلاد منها:

* جماعة حماة الدعوة السلفية (الأهوال سابقا) مجال نشاطها (غليزان- تيبازة        و الشلف).

* الجماعة السلفية للدعوة والجهاد مجال نشاطها (المدية- تسمسيلت).

* الجماعة السلفية المقاتلة مجال نشاطها (معسكر- سيدي بلعباس- تلمسان-   سعيدة و وهران).

* جماعة الهجرة والتكفير مجال نشاطها (عين الدفلة)[2].

فرع الثاني : هيكلة وتنظيم الإرهاب

                     إن الأعمال الإجرامية التي قامت وتقوم بها هذه المجموعات الإجرامية أثبتت وجود تنظيم هرمي على مستواها وهذا ما أثبتته اعترافات الإرهابيين الموقوفين والتائبين إلى غيرهم من الفئات الأخرى من المجرمين، و المجموعات الإرهابية تنقسم على العموم إلى جناحين (جناح مسلح وجناح الدعم).

1-    الجناح المسلح:
             
            هو الجناح المكلف بتنفيذ العمليات الإرهابية والتخريبية وأغلبهم معروف لدى مصالح الأمن على عكس جناح الدعم، ويعتمدون في نشاطاتهم على تقسيم الوطن إلى ستة مناطق وفي كل منطقة تنشط عدة كتائب وتنقسم الكتيبة إلى سرايا والسرايا إلى زمر وكل كتيبة يترأسها أمير ويختلف العدد من كتيبة إلى أخرى وذلك حسب المناطق التي تنشط بها، وتستمد هذه الجماعات شرعية أعمالها من خلال الإعتماد على ضباطهم الشرعيين.

2- جناح الدعم والإمداد:
                   ويعتبر جناح الدعم بمثابة العمود الفقري للجماعة الإرهابية المسلحة وينقسم إلى ثلاث مجموعات ينحصر نشاطها في الدعم المادي، الصحي وإفشاء الإشاعة لصالح الجماعة وهي كالتالي :

أ . المجموعة الاجتماعية (المادية):
         
             وتقوم هذه المجموعة بجمع الأموال والتموين بالمواد الغذائية والألبسة وتوفير المأوى للمجموعات الإرهابية المسلحة ويطلق عليها في بعض الأحيان جماعة الخدمات العامة.

ب. المجموعة الصحية:

             وتتشكل هذه المجموعة من أطباء القطاع الصحي العمومي والخاص والممرضين ودور هذه المجموعة هو:

- توفير المستلزمات الطبية.
- علاج وإجراء العمليات الجراحية للعناصر الإرهابية.
- تقديم المساعدة الطبية لأسر العناصر الإرهابية المسلحة.

ج. مجموعة الاتصال:                                                           
        
                 إن المجموعات الإرهابية المسلحة تعطي أهمية قصوى للإعلام والدعاية وبث الإشاعة وجمع المعلومات، حيث يعمل على استغلالها لكي يعطوا  تضخيما لعملياتهم ويعتمدون في ذلك على الوسائل التالية:

- نشر المطبوعات التحريضية والدعائية.
- توزيع الأشرطة السمعية والبصرية.
- استغلال الإعلام الآلي في تحرير المنشورات وتوزيعها وخاصة تخزين المعلومات في الأقراص المضغوطة واستعمالها في المرسلات فيما بينهم.
- استغلال الفاكس ووسائل الاتصال الأخرى[3].



[1] - ظاهرة الإرهاب في الجزائر، مكتب الدراسات والبحوث، نيابة مديرية البحوث البيداغوجية 3، مديرية، التوظيف والتكوين، المديرية العامة للأمن الوطني، ديسمبر 1994.
[2]  المقدمزروق أحمد، محاضرة حول الإرهاب الإسلاموي: السابقة الجزائرية، مجلة الجيش، العدد 474، جانفي 2003، ص: 18 -26.
[3]  مذكرة تخرج محافظي الشرطة، تحت إشراف محافظ الشرطة أوريحان، الفصيلة الثانية الخلية الثامنة، الإرهاب والفرق المتنقلة للشرطة القضائية، المدرسة التطبيقية للأمن الوطني، الصومعة، دفعة أوت 2000.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه