الأساس الشرعي لإباحة استئصال الأعضاء من الجثة

0
المطلب الأول : الأساس الشرعي لإباحة استئصال الأعضاء من الجثة

               إن أساس إباحة نقل الأعضاء من الجثة تناولته  الفتوى الصادرة من لجنة الإفتاء التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر بتاريخ 20 افريل 1972 ، ونثبت هنا الفقرات التي تخص موضوعنا بعد أن استمعت اللجنة لبيان الأطباء ، وبعد مناقشة بين العلماء اصدرت البيان التالي ...

                   في حالة زرع القلب أو عملية القرنية { ترقيع العين }  إنما يستعمل أعضاء إنسان قد مات ، ولا يمكن في حالة زرع القلب بالخصوص استعمال قلب إنسان حي ولو رضي بذلك ، لأن انتزاع قلبه يؤدي إلى وفاته قطعا ، ولا يجوز قتل إنسان لحفظ إنسان آخر لان في ذلك جريمة لا تقرها الشرائع .

              الخلاصة في حالة نقل الدم أو حالة نقل عضو من ميت فلا يجوز حتى يتحقق الأطباء المختصون من الوفاة . ويتيقنوا أن الهالك لم يبقى فيه أثر للحياة في جسمه وإن وقع مجرد شك ضئيل في بقاء شيء من الحياة فلا يجوز الإقدام على تشريح جثته إذا ما كن على قيد الحياة

 فليس لأحد أن يبادر بإنهائها باجتهاد منه .ولو تيقن حسب القواعد الطبية أنه لم يبقى في استمرار حياته لأن الإقدام على البدء في تشريح جثة بها رمق أو شك , نوع من القتل العمد .

               يتضح من نص هذه الفتوى أن لجنة الإفتاء قد أجازت صراحة استئصال الأعضاء من جثث المتوفين لزرعها لأشخاص أحياء هم في حاجة إليها وهذا الاستئصال لا يتم هكذا بصفة مطلقة بل هناك شروط لا بد من توفرها , منها  إن تتحقق وفاة المتنازل ، لأن أهمية التحقق من موت المتنازل تظهر بصفة خاصة بالنسبة للأعضاء الضرورية للحياة كالقلب مثلا والكبد والرئة والتي لا يجوز استئصالها أثناء حياة الإنسان ، حيث يؤدي استئصالها إلى وفاته ومن هذا المنطلق ذهبت الفتوى إلى القول بعدم جواز الإستئصال في حالة ما إذا كان الشخص ما زال حيا أو به رمق من الحياة .

            ولا يمكن في حالة زرع القلب على وجه الخصوص ، استعمال قلب إنسان حي ولو رضي بذلك ، كما استندت الفتوى في إباحة الاستئصال من الجثة للقاعدة الشرعية{إن الضرورات تبيح المحظورات} وبفرض أن المريض لا بد وأن يموت إذ لم ينقل إليه عضو من جثة المتوفى هو في حاجة إليه لإنقاذ حياته ، والإنسان الحي أفضل من الميت

ولهذا لا يوجد ما يمنع أخذ عضو من جثة المتوفى لإنقاذ شخص حي في خطر ، بل أن ذلك يعتبر من صور تطبيق الآية الكريمة القائلة :
{ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ } فنقل عضو من جثة الميت إلى شخص مريض على وشك الموت من شأنه أن يحييه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه