أنواع الإتصالات و أساليب تحقيقها:
تنقسم
الإتصالات إلى أنواع متعددة و يمكن إجمال أهمها فيما يلي:
ـ
أولا: الإتصالات الرأسية.
ـ
ثانيا: الإتصالات الأفقية.
ـ
ثالثا: الإتصالات الداخلية.
ـ
رابعا: الإتصالات الخارجية.
ـ
خامسا: الإتصالات الرسمية.
ـ
سادسا: الإتصالات غير الرسمية.
أولا: الإتصالات الرسمية: تتم هذه الإتصالات داخل التنظيم ، و تنقسم إلى
نوعين الأول يسمى بالإتصالات النازلة أو الهابطة، و الآخر يسمى بالإتصالات
الصاعدة.
أ)ـ الإتصالات النازلة أو الهابطة: هي الإتصالات التي تبدأ من أعلى التنظيم
متجهة إلى أسفله.و هذه الإتصالات قد تكون من الإدارة العليا إلى الإدارة الوسطى، و
قد تكون من الإدارة الوسطى إلى الإدارة الدنيا. و لذلك فإن هذه الإتصالات تستخدم
غالبا في الأمر و التوجيه و التعليم.
و وسائل
الإتصالات النازلة قد تكون مكتوبة و قد تكون شفهية و يتمثل النوع الأول في النشرات
ـ التقارير ـ المذكرات، و يتمثل النوع الثاني في الأوامر الشفهية ـ المناقشة ـ
المحاضرات ـ المؤتمرات ـ الوسائل السمعية المرئية و غير المرئية ـ التليفون.
و لا تستطيع الإدارة الإستغناء في القيام
بمهامها عن هذا النوع من الإتصالات. فهو يمكن المدير من نقل أفكاره إلى المستويات
الدنيا التي يقع على عاتقها واجب التنفيذ. و يمكن المرؤوسين من التعرف على مشكلات
التنظيم و تفهم طبيعة العمل المطلوب. و تتوقف فاعلية هذا النوع من الإتصالات على
بعض الإعتبارات منها:
*ـ أن
يحس الرئيس بأهمية الجوانب النفسية في علاقاته بمرؤوسه فالمدير الناجح يجب أن يكون
لديه موهبة الإتصال حينما يبدأ بها مع المرؤوسيه، فلا يجب أن يجعل الإتصال مركزا
على مجرد تبليغ الأوامر و التوجيهات إليهم ، و إنما يجب أن يحيطهم بالأمر بروح
الفريق و التعاون فينمي فيهم روح الحماس و التصميم على تحقيق الأهداف المنشودة، و
بمعنى آخر يجب على المدير الإهتمام بالجانب العاطفي للمرؤوسين حتى يكون هؤلاء
المرؤوسين أكثر قبولا لتنفيذ الأهداف.
*ـ مدى
الإستعداد لدى المرؤوسين على تلقي و قبول الأوامر حتى يتم تحقيق المتابدل و يتم حل
المشاكل المتصلة بالعمل. إذ يجب أن يكون لدى المرؤوسين روح الفريق و روح العمل
الجماعي بهدف تحقيق أهداف التنظيم. فكما يقرر فقهاء الإدارة أن المرء من الناحية
النفسية يكون أميل إلى عدم الإقتناع بما يعارض رغباته أو ما لا يجاري ما يؤمن به
من قيم. و الموظفون من الطبقات الوسطى و الدنيا يغلب عليهم الإحساس
الطبقي، و يكون لديهم حساسية شديدة في مواجهة كل ما يخالف المألوف من عاداتهم أو
ما يعتقدونه ـ حقا أو باطلا ـ.
ب)ـ الإتصالات الصاعدة: هي الإتصالات التي تبدأ من أسفل التنظيم
صاعدة إلى أعلى، و تستخدم هذه الإتصالات في التقرير و الطلب و الإقتراح و
الإستفسار و الإخبار. و هي قد تكون من الإدارة الدنيا إلى الإدارة الوسطى’ أو من
الإدارة الوسطى إلى الإدارة العليا.
و إذا
كانت الإتصالات النازلة هي الأكثر شيوعا و إنتشارا داخل التنظيم، فإن الإتصالات
الصاعدة لا تقل عنها أهمية، إذ يتم عن طريق هذه الإتصالات تحقيق الإدارة بالمشاركة،
و تساعد على إمداد الإدارة العليا بالبيانات و المعلومات فتكون قرارات المديرين
واقعة و سليمة، كما تمكن المسير من التعرف على عوائق العمل وتكشف له عن أسباب
التضارب في المصالح و تساعده على فض ما يكون هناك من خلافات داخل التنظيم. و هذا
فضلا عن إعتبار الإتصالات الصاعدة مؤشرا حقيقيا على مدى ديمقراطية الإدارة.
و يمكن تنمية الإتصالات الصاعدة بوسائل عدة منها:
*ـ بث
الشعور لدى العاملين بأن الرئاسات إنما تعني فعلا بآرائهم و مقترحاتهم، و أن لهم
دور حيوي و أساسي في تحقيق الأهداف.
*ـ أن
يجسن الرئيس الإستماع إلى ما يقوله المرؤوس حتى لو تضمن هذا القول أخبارا غير سارة
أو سيئة بالنسبة لأخوال التنظيم.
*ـ أن
يحاول الرئيس الإبتعاد ـ قدر طاقته ـ عن العادات التي من شأنها التأثير في الإتصال،
فلا يحاول دائما أن يدلي برأيه في المشكلة التي أراد العامل عرضها عليه، حتى لا
يدفع هذا الأخير إلى غيثار السلامة و
تأييد وجهة نظر رئيسه أيا كان قدر صحتها .
*ـ توافر
الإيمان لدى المسير بأن المعلومات التي يتحصل عليها عن طريق مرؤوسيه قد تكون مفيدة
في شأن تحقيق أهداف المنظمة.
*ـ كفالة
الأمن والطمأنينة للمرؤوسين عما يبدونه من آراء أو ملاحظات خلال عملية الإتصال،
وأن لا يكون للآراء المدلى بها من جانب المرؤوسين أي تأثير على مراكزهم داخل
التنظيم حتى لو إتضح عدم صحتها ما دام ذلك ليس ناتجا عن عمد أو خطأ جسيم.
*ـ و
للإتصالات الصاعدة ، رغم أهميتها، عوائقها التي تحول دون تحقيق الأغراض المرجوة
منها :
ـ البعد
المكاني و الإداري بين الرؤساء و المرؤوسين.
ـ التقليد الإدارية السائدة في المنظمة :
قد ينظر بعض المسيرين إلى الإتصالات الصاعدة على أنها إتصالات غير عادية و لا تتفق
مع التقاليد الوظيفية.
ـ وجود الرهبة و الخوف لدى المرؤوسين بالمنظمة
: فالمرؤوس يشعر دائما بأن الرئيس يملك قوة و مكانة من شأنها أن تؤثر في
مستقبله الوظيفي(مثل الترقيات و التنقلات).
ـ حب العزلة لدى الرؤساء: قد يجد بعض
المسيرين سعادة وهمية بالتوقيع في حجرة مكيفة’ و قد يتخذو من سياسة الباب المغلق
أو المقفول أسلوبا أو نمطا في تسيير شؤون المنظمة.
و هذا الأسلوب قد يجعل المرؤوسين يعدلون عن
إيصال كثير من المعلومات التي قد يكون لها أهميتها في تسيير شؤون المنظمة إزاء ما
قد يجدونه من مضايقات في عملية الإتصال و عدم الترحيب بها من جانب الرؤساء.
ثانيا: الإتصالات الأفقية أو الجانبية: يتمم هذا النوع من الإتصالات بين المديرين
في نفس مستوى الإشرافي أو بين عاملين ينتمون إلى مستويات مختلفة لا تربطهم علاقة
سلطة رئاسية و لا ينظمهم خط سلطة واحدة.
و الإتصالات الأفقية لا تقتصر على العلاقات
الداخلية في المنظمة أو الإدارة الواحدة، و إنما قد تكون بين منظمة و أخرى أو
إدارة و أخرى بمعنى أن الإتصالات الأفقية قد تكون خارجية.
و تحقيق الإتصالات الأفقية أو الجانبية العديد من المزايا
منها :
*ـ تعمل
على تكفل و تنسيق جهود المديرين في ذات المستوى الإشرافي أو في المستويات المختلفة
نحو تحقيق الأهداف المرسومة للمنظمة. ذلك أن التنسيق لا بمكن أن يتحقق عن طريق
الأوامر الرئاسية فقط ، أي عن طريق الإتصال الهابط على طول خط السلطة ـ كما كانت
ترى النظرية التقليدية للتنظيم و إنما أصبحت الإتصالات الأفقية تسهم في تحقيق
التعاون الفعال بين جميع المديرين كفريق متكامل و مترابط.
*ـ تعطي
الفرصة للمديرين من الإستفادة بخبرات زملائهم سواء كانوا يعملون داخل المنظمة أو
خارجها في التنظيمات المتشابهة الأخرى.
*ـ تسمح
بالإتصال السريع و المباشر بين المديرين الذين ينتمون إلى منظمات مختلفة أو إلى
أقسام متعددة في ذات المنظمة.
و على
الرغم من الأهمية البالغة للإتصالات الأفقية أو الجانبية على النحو السابق، إلا
أنه يلاحظ أنه قد ترتب على تطبيق مبدأ التخصص و بالتالي تقسيم العمل داخل المنظمة
خلق أنواع متعددة من الولاء داخلها بما يمثل حائلا دون تحقيق هذا النوع من
الإتصالات، و حتى إذا تحققت هذه الإتصالات لا تتم بالسرعة المطلوبة وذلك لشدة
التمسك بالشكليات والمبالغة في إطالة الإجراءات و التعقيدات البيروقراطية.
ثالثا: الإتصالات الداخلية : هي الإتصالات التي تتم داخل نطاق المنظمة
الإدارية سواء كان ذلك بين أقسامها أو فروعها المختلفة أو بين العاملين بالمنظمة
في جميع مستوياتهم.
و
الإتصالات الداخلية قد تتخذ شكل الإتصالات الرأسية سواء أكانت نازلة أو صاعدة’ و
قد تتخذ شكل الإتصالات الأفقية و ذلك على النحو السابق إبرازه.
رابعا: الإتصالات الخارجية: هي الإتصالات التي تتم بين المنظمة الإدارية
الواحدة و بين غيرها من المنظمات الأخرى إدارية كانت أو غير إدارية’ كذلك بينها و
بين الجمهور.
و من الجدير بالذكر أنه يجب الإعتناء ـ قدر الإمكان
ـ يالإتصالات الخارجية التي تتم بين المنظمات من ناحية و الجمهور من ناحية أخرى
لما لها من أهمية بالغة. إذ تستطيع المنظمات الإدارية عن طريق هذا النوع من
الإتصالات أن تعلن للجمهور عن مبادئها و توجيهاتها و إرشاداتها، و هي فضلا عن ذلك
تعمل على إيصال آراء الجمهور و مقترحاته إلى المنظمات الإدارية فقد يكون لها آثر
كبير على تحسين الخدمات التي تقدمها هذه المنظمات. و هذا النوع من الإتصالات يساعد
على التعرف على رأي جمهور المنتفعين بخدمات الإدارة العامة و الوقوف على ما يصادفهم
من عقبات و مشاكل.
خامسا: الإتصالات الرسمية: نعني بالإتصالات الرسمية الإتصالات التي تتم
من خلال خطوط و منافذ الإتصال التي يقرها التنظيم و يتطلبه، سواء نص عليها في
لائحة التنظيم أو نظامه الأساسي أو جرى العرف في التنظيم على إتباعها.
و الإتصالات الرسمية يمكن أن تكون إتصالات
داخلية أي داخل التنظيم ـ رأسيه (صاعدة أو هابطة) أو أفقية ـ أو تكون هذه
الإتصالات خارجية أي بين منظمة و أخرى أو بينها و بين الأفراد.
و تتسم
القواعد التي تحكم هذا النوع من الإتصالات بالثبات و الإستقرار. ولذلك فإنه يمثل
الطريق الرئيسي للإتصال في المنظمات الإدارية كبيرة الحجم.
و الأصل
في الإتصالات الرسمية أن تتم بالأسلوب الكتابي كالتقارير الدورية التي يرفعها عمال
التنظيم لرؤوسائم عن سير العمل، و كالتقارير التي يرفعها مدير و الإدارة الوسطى إلى
المدير الأعلى للمنظمة عن كفاءة عمال التنظيم.
و قد يتمثل أسلوب الإتصال الكتابي الرسمي في الكليات
التي يتقدم بها الجمهور للإدارة للحصول على خدمات معينة. و تحدد قواعد الإتصال
الرسمية مسار هذه الطلبات و المراحل التي تمر بها حتى ينتهي الأمر بقبول الطلبات
أو رفضها.
كما تتمثل أيضا وسائل الإتصالات الرسمية في
المنظمات و الشكاوى التي يقدمها الأفراد فيحدد الأسلوب الرسمي مسار هذه الشكاوى إلى
أن يتم البت فيها.
و إذا
كانت الإتصالات الرسمية تتخذ عادة الشكل أو الأسلوب الكتابي’ إلا أنها قد تتخذ
الشكل أو الأسلوب الشفهي في بعض الحالات’ و مثال ذلك الإجتماعات الدورية التي
يعقدها مديرو الإدارات مع معاونيهم مرة على الأقل كل شهر.
سادسا: الإتصالات غير الرسمية: هي التي تتم بوسائل غير رسمية لا يقرها
التنظيم و لا يتطلبها’ و إنما تنشأ نتيجة وجود صلات شخصية و علاقات إجتماعية بين
العاملين في التنظيم . و هذه الإتصالات تقوم بجوار الإتصالات الرسمية و تكملها.
و مما
يساعد على نشوء هذا النوع من الإتصالات وجود علاقات الصداقة التي تنمو بين
الموظفين في تنظيم، هذا فضلا عن عامل الولاء الذي قد يدين به العمال للقسم أو
الفرع الذين ينتمون إليه، أو نتيجة التقارب الإجتماعي و الثقافي بينهم. هذا
بالإضافة إلى عدم فاعلية و عدم مرونة سبل الإتصالات الرسمية في التنظيم.
و
الإتصالات غير الرسمية قد تتم داخل التنظيم فتكون إتصالات داخلية و قد تتم خارجه
فتكون إتصالات خارجية.
و تأخذ
هذه الإتصالات عادة أحد الإتجاهات التي تقرها الإتصالات الرسمية.
و تسهل الإتصالات غير السرمية عملية الحصول
على المعلومات بسرعة ، و يمكن عن طريقها الحصول على معلومات فد يصعب الحصول عليها
إذا ما إستعملت وسائل الإتصالات الرسمية.
و يرى
الفقه أن وجود الاتصالات غير الرسمية يعتبر في حد ذاته ظاهرة صحيحة، لأن وجودها
دلالة على أن العاملين بالمنظمة لا يهتمون بالمنظمة إهتماما صطحيا.