مفموم الشخصيــة

0
الشخصيــة

تشتق كلمة شخصية في صيغتها الأجنبية من الكلمة اليونانية (Persona) وتعني القناع الذي كان يضعه الممثلون على وجوههم في المسرح للتعبير عن الدور الذي كانوا يمثلونه.

أما في اللغة العربية فأصل الشخصية من شخص أي معالم الإنسان أو ما يدل عليه من خصائص فردية أو ذاتية مميزة.

إن موضوع الشخصية يهم كل فرد فينا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إذ أنه يبحث ليس فقط فيما نحن عليه وإنما أيضا فيما نحب أن نكون عليه ، إنه يدل على قدرة إشتراكنا في أمور الحياة من حولنا و على محاولتنا لحماية ذاتنا.

فالشخصية تشير إلى الفرد وإلى الطريقة المتفردة التي يتم بموجبها تنظيم سماته بحيث يدل كل ذلك عليه و على نشاطاته كفرد متميز عن غيره.

يمكن تعريف الشخصية كما يلي :
-  " الشخصية هي تنظيم دينامكي له قدر من الثبات لمجموعة الوظائف والسيمات والأجهزة الإدراكية والنزوية والإنفعالية ، والمعرفية والجسمية والدافعية ، التي تحدد طريقة الفرد المتميزة في الإستجابة للمواقف والتكيف في البيئة وقد ينتج عن هذا الأسلوب توافق أو سوء توافق ".

- " التفاعل المتكامل الخصائص الجسمية والعقلية والإنفعالية والإجتماعية التي تميز الشخص وتجعل منه نمط فريد في سلوكه ومكوناته النفسية".

ويعنى هذا أن مفهوم الشخصية يشمل دوافع الفرد وعواطفه وميوله وإهتماماته وسماته الخلقية وآراءه ومعتقداته ، كما تشمل عاداته الإجتماعية وذكاءه ومواهبه الخاصة ومعلوماته وما يتخذه ومثل وقيم إجتماعية ، حيث تنتظم كل هذه الجوانب في كل متكامل يتسم بالإنساق و الإنتظام.

مكونات الشخصية : يمكن النظر إلى مكونات الشخصية على أنها تلك العوامل التي تؤثر في الشخص نفسه مما يؤدي إلى التأثير على سلوكه وتصرفاته وطبيعة علاقته بالآخرين ومن طبيعة هذه المكونات أن تكون داخلية أو خارجية، موروثة أو مكتسبة وهي من الصفات الثابتة على الرغم من اختلاف تأثيرها نسبيا تبعا لمجموع العوامل المؤثرة في الشخص وقوة المثيرات التي تدفعه إلى اختيار استجابة معينة، ومدى ترابط تلك الصفات ومستوى تفاعلها.

* العوامل الفطرية : تعمل الوراثة في التأثير على سلوك الإنسان. فمن خلال إنقسام الجينات وإمتزاجها تتكون صفات الإنسان الجسدية والسيكولوجية فتحدد عوامل كذكاء الإنسان وصفاته المتعلقة بالجنس ، وبعض الأمراض العقلية والجسدية . وبعض الفروق مثل : النشاط العام والمزاج.

العوامل المكتسبة : تعمل البيئة الإجتماعية والثقافية بطرق لإمتناهية في التأثير على الإنسان وسلوكه من خلال طريقة التنشئة الأسرية ، فرص التعلم المتعددة ، المحيط الإجتماعي والثقافي والسياسي.

ومن بين التأثيرات البارزة للثقافة على الفرد ما تفرضه عليه من أدوار في حياته وهي كثيرة كدور الأب أو الرجل والمرأة أو العامل أو الشرطي أو المسؤول ...الخ. والسلوكات الخاصة بكل دور تحدد نوعية الواجبات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع لصاحب الدور من جهة ، ومقدار الأهمية التي يعطيها ذلك المجتمع للدور نفسه من جهة أخرى. والموقع الذي يحتله الفرد يلعب دورا هاما في تحديد نوعية سلوكه نحو الآخرين. والسلوك المتوقع في حالة أي دور من الأدوار يتألف من ثلاث جوانب :

الجانب الأول : هو السلوك المفروض على كل الأفراد ذوي الصلة بذلك الدور ، الجانب الثاني : هو السلوك  الممنوع عليهم ، أما الجانب الثالث : فيتمثل في الجانب الإختياري أو الحر وهو يظهر العوامل المتميزة في شخصية الفرد.

لما كان لكل فرد شخصيته الفريدة والمتميزة التي يختلف فيها عن الآخرين ، كانت إمكانية إعطاء وصف علمي للشخصية أمرا صعبا بالضرورة. فإذا أردنا تحديد شخصية كل فرد ، وجب علينا إيجاد طريقة للتعرف على مظاهر سلوكه الدائم والمتميز. والتي من البديهي أن تكون ناشئة من طبيعة تاريخه التطوري ، وكذلك من الأهداف الذي يضعها لنفسه ، ومن نوعية المشاكل الحياتية التي تقابله. أي معرفة الجوانب المتميزة في البناء العام لشخصية الفرد وكيف تم تلاحمها وتوافقها مع بعضها البعض حتى يساعدنا ذلك في دراستها من خلال الصورة المتكاملة لها.

إن كل ما يصدر من الشخص من قول أو عمل من المفروض أن يكون منسجما مع البناء الكلي لشخصيته وإن ما قد يبدو للبعض على أنه تناقض في السلوك إنما هو في الحقيقة ليس كذلك بل أنه يرجع إلى عدم معرفتهم بحقيقة ذلك البنيان وطبيعة تركيبه. إن الفرد قد يكون لطيفا في معاملة أفراد عائلته ولكنه يبدي إهتماما زائدا وتخوفا ملحوظا لأحواله الصحية . إنه قد يحب الموسيقى ويميل إليها ولكنه في الوقت نفسه يتصرف بعنف في المناقشات السياسية. إن ما يصدر عن الشخص حتى من عادات حركية أو كلامية يمكن أن تكون دالة على التركيب العام لشخصيته المتفردة.

1- المكونات الجسمية : إن كثير من جوانب الشخصية يعتمد على كيانه الجسمي الموروث ، ومن أهم النواحي الجسمية التي يظهر لها أثر واضح في تكوين الشخصية ما يلي : المظهر الجسمي ، سرعة النمو الجسمي وتأخره الصحة العامة والمرض ، سلامة الجهاز العصبي و الغدي ، الحيوية والنشاط والخمول.

2- المكونات العقلية : النواحي العقلية المعرفية هي أهم نواحي مكونات الشخصية وتشمل العمليات العقلية كل ما يتصل بالإدراك والتصور والتخيل والقدرة على التذكر والتفكير والتعلم ، أي جميع العمليات العقلية التي يقوم بها العقل في تكوين الخبرات المعرفية. والذكاء هو القدرة العقلية المعرفية الفطرية العامة ، ويعتبر دعامة من دعامات الشخصية من حيث التصرف والتوافق والتحكم في النزاعات والدوافع الفطرية والتوفيق بينهما وبين تقاليد البيئة ومقتضياتها.

3- المكونات الإنفعالية : المقصود بالإنفعال حالة التوتر المصحوب بتغيرات فيزيولوجية داخلية وتغيرات حركية ولفظية خارجية وتزداد شدة التوتر أو الإنفعال كلما تعرض الفرد لمنبهات مفاجئة لم يستعد لها بنمط معين من إستجابة ، وكذلك المواقف التي يزداد فيها الخطر على ذاته الجسمية والنفسية أو عند تحقق الأهداف الجوهرية أو عند إثارة الدوافع أو عند إشباعها.

وتتضمن المكونات الإنفعالية للشخصية ما يلي :
* العواطف.
* العقد النفسية.
* الميول.
* المزاج والسمات الإنفعالية العامة.
4- المكونات الخلقية : الخلق هو جانب الشخصية المتصل بالمظهر الخارجي والتوافق في المواقف المتعلقة بالقيم الدينية و المثل العليا والعرف والقانون والمعايير السائدة في البيئة التي يعيش فيها الفرد. وبعبارة أخرى فالخلق هو نظام من إستعدادات النفسية التي تمكننا من التصرف بصورة ثابتة نسبيا حيلا المواقف الأخلاقية والدينية والإجتماعية برغم العقبات والإغراءات.

5- المكونات الثقافية والإجتماعية :

الدور الإجتماعي : تتكون الشخصية من عدة أدوار تلعبها والدور هو نوع من المشاركة في الحياة الإجتماعية أو هو ببساطة ما يتوقعه المجتمع من الفرد الذي يحتل مركزا معينا داخل الجماعة. ويتضمن الدور عدة معاني :

1-  توقعات الدور : وهي ما تقرره الثقافة من توقعات من كل فرد يشغل مركزا معينا داخل النظام الإجتماعي سواء كان أبا أو تلميذا أو شرطيا أو مسؤولا...إلخ.

2-  تصور الدور : على سبيل المثال من الممكن القول أن الأب أو المدرس يعرف تماما ما هو متوقع منه ، ولكن المشكلة تكمن في ماذا يتوقع هو من نفسه وكيف يتصوره هذا الدور وهذا يعتمد على عوامل عدة كالإتجاهات  و الإستعدادات والدوافع والقيم.

3-  تقبل الدور : هناك بعض الناس يتقبل الدور الذي يقوم به ، والبعض الآخر لا يشغل نفسه كثيرا بهذا الدور بينما البعض الثالث قد يكره أحيانا الدور الذي يقوم به في الحياة.

4-     آداء الدور : وهذا البند يتوقف على عوامل عديدة منها : هل أنا متحمس للدور أم لا ، هل أنا متعاون أم كاره.

في الأخير يمكن القول أن هؤلاء الذين يدركون أدوارهم كما يتوقعه المجتمع والذين يتقلبون أدوارهم في الحياة ، هم أناس يميلون إلى تقبل البناء الإجتماعي القائم ، أما الذين يريدون إعادة تحديد دورهم أو يكرهون القيام به ، سواء من مفهومهم الشخصي أو الإجتماعي ، فهم أناس ثائرون على دورهم في الحياة ومتمردون عليه غير متقابلين للنظام الإجتماعي الذين يعيشون فيه بوجه عام.

التعليم : إن تعزيز أنماط السلوك عند الفرد وعمليات الإثابة والعقاب يمكن من تشكيل صفة أي شخصية حسب بعض النظريات التعلم.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه