المدة التي يمكن فيها ثبوت النسب في القانون الجزائري

0

- المدة التي يمكن فيها ثبوت النسب: المدة التي يثبت فيها نسب الطفل من أبيه هي التي لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على عشرة أشهر إبتداء من ليلة الدخول من زواج شرعي أو فاسد و هذا ما قضيت به المادة 42 من هذا القانون فقد نصت: " أقل مدة الحمل ستة أشهر و أقصاها ( 10 ) أشهر ".

       و فيها قد أخذ المشرع الجزائري بما إتفق عليه الفقه الإسلامي مـن حيث تحديد المدة الدنيا لثبوتها بنص القرآن الكريم، و إجتهد معتمدا على ما تؤديه التجربة و الخبرة الطبية في تحديد أقصاها و هو إجتهاد موفق حسبما نرى.

       فأما ثبوت أدناها فقد إستنتجها العلماء من قوله تعالى: " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا " فأجروا عملية حسابية طرحوا المدة التي تضمنتها آية أخرى من الآية السابقة فبقيت المدة الدنيا ستة أشهر، فقد قال تعالى في الآية الثانية: " و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة "، و لما كانت مدة الرضاعة هي عامان فقط فيبقى من الثلاثين شهر ستة، كما ذكر الله سبحانه و تعالى نفس المدة في آية أخرى فقال: " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن و حمله        و فصاله في عامين " .


       و بناء على ذلك إتفقوا على أدنى المدة دون أن يتفقوا على أقصاها، فقال الشافعية أنها أربع سنوات، و ناصفها الحنفية الذين إعتبروها عامين فقط ، و خالفهم المالكيون حيث قال محمد بن الحكيم إنها سنة قمرية ، و لما كان الأمر كذلك فإن إجتهاد المشرع الجزائري الذي جعل المدة 10 أشهر هو إجتهاد موفق. ذلك لأن العرف و العادة و النتائج الطبية تقف إلى جانب هذا الإجتهاد و تدعمه، إضافة إلى أن تحديد الفقهاء لها بالسنوات السابقة لم يستند لدليل من الكتاب ولا من السنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه