مذكرة تحضير درس العقل و موقف القرآن الكريم منه في العلوم الإسلامية للسنة الثالثة 3 ثانوي 2020-2021
المـــيدان:القرآن
الكريم والحديث الشريف.
الوحدة
التعليمية:العقل و موقف القرآن الكريم منه.
الهدف
التعلمي:أن يتعرف المتعلم على مكانة العقل في الإسلام ويكتشف
حدود استعماله ودوره من خلال تحليل بعض نصوص القرآن الكريم.
أولا:أهميّة العقل في القرآن الكريم:أولى
القرآن الكريم العقل أهميّة كبيرة،وذلك لما له من الوظائف:
أ-العقل
أساس التّمييز بين الحقّ والباطل،قال تعالى:"وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ
أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"[الملك:10]
ب-العقل
وسيلة للوصول إلى الإيمان،قال تعالى:"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ"[النّحل:12]
ج-العقل
يقوم بالتّجديد والاجتهاد من خلال معرفة أحكام المسائل الجديدة،قال تعالى:"فَاعْتَبِرُوا
يَا أُولِي الْأَبْصَارِ"[الحشر:2]من ذلك القياس مثال قياس المخدرات على
الخمر في التحريم لاشتراكهما في العلة وهي الإسـكار.
د-العقل
مناط التّكليف وسببه،فلا يكلّف من لا عقل له،قال رسول الله9-:"رفع
القلم عن ثلاثة:عن النائم حتّى يستيقظ،وعن الصّبيّ حتّى يحتلم، وعن المجنون حتّى
يعقل"[أخرجه أبو داود وغيره]
ثانيا:حث القرآن الكريم على استعمال العقل:حثّ
القرآن الكريم على استعمال العقل، ويظهر ذلك من خلال:
-ذكر
لفظ العقل ومشتقّاته ومرادفاته في مواضع كثيرة تزيد على
الخمسين(يعقلون-يتفكّرون-يتدبّرون-ينظرون-الألباب-الأبصار-أولي النّهى...)
-الأمر
بالتّدبّر في آيات الله المسطورة والمنظورة قال تعالى:"أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"[محمد:24]،وقال
أيضا:"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ... لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"[البقرة:164]
-الأمر
بإتّباع الأمثال،قال تعالى:"وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ
وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"[العنكبوت:43]
-النّهي
عن التّقليد الأعمى للآباء،قال تعالى:"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا
أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ"
[البقرة:170]
-النّهي
عن إتّباع الظّنّ والهوى،قال تعالى:"إنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [النّجم:28]
ثالثا:دور العقل في تمحيص الأفكار والموروثات:العقل
هو آلة التّمييز بين النّافع والضارّ،وله دور كبير في تمحيص الأفكار
والموروثات،فلا يقبل منها إلا ما كان نافعا ومفيدا وموافقا للعقل والفطرة
السّليمة،ومن الأفكار الفاسدة الّتي تخالف العقل:
أ-زعم
الملحدين
أنّ الكون وجد صدفة،وهذا الزّعم ظاهر البطلان لأنّ العقل السّليم يدلّ على وجود
الله وأنه خالق الكون،ولو كان وجود الكون صدفة لما كان منظّما ومحكما كما يقول
العقلاء.
ب-زعم
المستشرقين
وتشكيكهم في سنّة النّبي9الّتي وصلت إلينا بالسّند
الصّحيح،في حين يمجّدون أقوال الفلاسفة القدامى الّتي لا سند لها،وهذا عين
التّناقض الّذي لا يقبله العقل.
رابعا:حدود استعمال العقل:
من
المجالات المسموحة:1-التدبّر في الآيات المنظورة
والمسطورة.2-إعماله في المسائل الّتي لا نصّ فيها لمعرفة حكمها الشّرعيّ.3-الابتكار
والاختراع في أمور الدّنيا.4-أخذ العبرة من أخبار الأمم السّابقة.5-المسائل التجريبية،والأدلة النظرية(عالم الشهادة)فيجوز له أن
يخوض فيها لخضوعها لحواسنا.
من
المجالات الممنوعة:1-المسائل الغيبية مثل التفكر في
ذات الله تعالى،الجنة،النار،علم الساعة،حقيقة الملائكة والجن،الروح.....،قال
تعالى:«عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً» قال رسول الله9:"تفكروا
في خلق الله ولا تتفكروا في ذات الله فإنكم لن تقدروا له قدره".وكذلك مجال
العبادات مثل عدد ركعات الصلوات الخمس،الطواف، سبعا صوم ثلاثين يوما.فهذه
الأمور تخرج عن نطاق العقل فلا يجوز له أن يتدخل فيها بل يجب أن يسلّم حقيقة أمرها إلى علم الله.لأنها لا تخضع لمنطق العقل،وإذا خاض
فيها العقل،فإنه سيزل و يضل.2-معارضة نصوص القرآن والسّنّة الصّحيحة.3-استعماله في
الإضرار بالآخرين.4-ينتهي العقل حين يبدأ النّص فلا اجتهاد مع النّص.
خامسا:الأحكام
والفوائد المستخلصة.اختيار آية كنموذج لاستخراج
الأحكام والفوائد الآية 170 من سورة البقرة.
الأحكام
الشرعية
|
الفوائد
المستخلصة
|
-وجوب إتباع
العلماء والأخذ بآرائهم وأقوالهم الموافقة للوحي الإلهي.
-حرمة
تقليد من لا علم له ولا بصيرة في الدين.
|
-ذم
التقليد الأعمى والدعوة إلى استخدام العقل وتحريره من الخرافات.
-التحذير
من تقليد الآخرين في كل شيء بل مع التمحيص والغربلة.
|
تقويم:-ما
الحكمة من ختم آيات الأحكام بالدعوة إلى إعمال العقل؟ -اختر آية من آيات الوحدة واستخرج منها ثلاث أحكام
وثلاث فوائد؟
-لقد استطاع الإسلام أن يجنّب العقل من ارتياد عوالم ومجالات يضل ويزيغ
بارتيادها،حدّد هذه المجالات مبينا الأسباب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق