تحضير درس العالم الإسلامي ( العلاقات الداخلية والخارجية) في التاريخ للسنة الأولى ثانوي
المادة: تاريخ
أمام وضعيات إشكالية تعكس اختلال التوازن بين الشرق الإسلامي و الغرب الأوربي في العصر الحديث, يكون المتعلم قادرا على شرح و تصنيف عوامل القوة و الضعف و مظاهرهما في العالم الإسلامي وصولا إلى معرفة ما جعل المنطقة مستهدفة من كل التحولات في العلاقات الدولية.
الوحدة التعلمية رقم (1): العالم الإسلامي وضعه الداخلي و علاقاته الخارجية (1453- 1914 )
الوضعية التعلمية رقم (2): العالم الإسلامي ( العلاقات الداخلية والخارجية)
الإشكالية المطروحة:
مثلت الدولة العثمانية الإطار الجغرافي للعالم الإسلامي حيث شملت أجزاء من أوروبا ، إفريقيا وآسيا امتازت بعلاقات داخلية وخارجية كانت لها آثار ايجابية وسلبية . كيف ذلك؟
السندات: وثائق* نصوص* صور و خرائط
تعرف على طبيعة علاقات العالم الإسلامي الداخلية 1
/ طبيعة علاقات العالم الإسلامي الداخلية:
أ/ من الناحية الدينية: غالبية السكان مسلمون مسيطرون على دواليب الحكم ، وأهل الذمة يتمتعون بحرية تطبيق شعائرهم الدينية مقابل الجزية
ب/ من الناحية الاقتصادية: مزارعين وتجار وصناع ، إلا أن الزراعة هي النشاط الرئيسي ويسيطر عليها الإقطاعيين
ج/ من الناحية السياسية: منح حكام الولايات حرية داخلية مع ضرورة التبعية والالتزام بدفع الضرائب وإرسال القوات العسكرية أثناء الفتوحات
• تميزت العلاقات الداخلية بمزايا ايجابية وأخرى سلبية
أ/ المزايا الايجابية :
- سيادة حكم الشرع الإسلامي
- اتساع المساحة الجغرافية
- اختلاف التركيبة السكانية (مسلمين ، أهل الذمة )
- حرية ممارسة الشعائر الدينية
- التسامح الديني
- حكم لامركزي في الولايات
ب/ المزايا السلبية:
- ظهور الإقطاعيين
- ظهور بعض الأسر أرادت الانفراد بالسلطة
- سوء استعمال العدالة .
- تعفن الجهاز الإداري .
- ضعف الجيش الإسلامي .
- ميل السلاطين وحكام الولايات إلى حياة البذخ والترف .
- افتقار رجال الدولة وأصحاب المناصب العليا للخبرة .
- ظهور الحركات الانفصالية ( محمد علي بمصر 1811 ... ) .
- نفوذ السيدات الأجنبيات وتدخلهم في الحكم .
- التدخل الأجنبي .
2/ طبيعة العلاقة بين العالم الإسلامي و القوى الأوروبية : وتميزت بمرحلتين:
أ/ مرحلة الحفاظ على أملاك الدولة العثمانية (1453- 1878):
· النمسا: علاقة عدائية نتيجة التوسع العثماني في البلقان ومحاصرة النمسا .
· الإمارات الإيطالية: عدائية نتيجة حروبها ضد الدولة العثمانية لاسترجاع قواعدها التجارية بالبحر المتوسط .
· البرتغال واسبانيا : عدائية نتيجة اضطهادهما لمسلمي الأندلس واحتلال السواحل المغربية والتحرش بدول الخليج والحجاز والشام .
· روسيا: نتيجة تصادم المصالح مما أدى إلى الدخول في مواجهات كثيرة ( حرب القرم 1853 ، البلقان 1875 ) وتوقيع معاهدة كوجوك كينا رجي 1774
· فرنسا: علاقة ود وتعاون نتيجة الدعم العثماني لفرنسا في حروبها ضد اسبانيا ، ومنحها امتيازات دينية 1535 واقتصادية 1650 .
· بريطانيا: حاولت أن تحذو حذو فرنسا لإبعاد روسيا عن المياه الدافئة ومنافسة فرنسا للحصول على الامتيازات لذا شاركت إلى جانب الدولة العثمانية في حروبها في( القرم ، البلقان ، في مصر ضد فرنسا 1798 و محمد علي 1811 ) .
ب/ مرحلة التعجيل بتقسيم أملاك الدولة العثمانية( 1878- 1924) :
بدت رغبة الدول الأوروبية واضحة خلال مؤتمر برلين الذي يعتبر منعرجا حاسما في العلاقات العثمانية الأوروبية في تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية بداية بالاتفاقيات السرية فيما بينها ( الوفاق الودي 1904 ، مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906 ... ) وصولا إلى احتلال الولايات العثمانية الواحدة تلوى الأخرى كالآتي :
- احتلال فرنسا للجزائر 1830 - فرنسا لتونس 1881 - بريطانيا لمصر 1882
- إيطاليا لليبيا 1911 - فرنسا واسبانيا للمغرب الأقصى 1912 - اقتسام أرض الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916 ووعد بلفور 1917
أما في أوروبا فقد حدد هذا المؤتمر تنازلات كبيرة لصالح الدول الأوروبية داخل الأراضي العثمانية .
3/ اختلال التوازن بين الشرق الإسلامي والغرب الأوروبي:
شهد العالم الإسلامي خلال القرن 18 تراجعا أدى إلى اختلال التوازن بينه وبين الغرب المسيحي وهذا راجع إلى :
1/ ضعف الدولة العثمانية : ويعزى ذلك للأسباب الآتية :
أ/ الداخلية:
- ضعف شخصية السلاطين بعد سليمان القانوني (1520- 1566) .
- ضعف الجهاز الإداري وتفشي الرشوة و الفساد .
- ضعف حكام الولايات وانتشار الثورات الداخلية .
- ضعف الجيش الإنكشاري وانغماس ضباطه في الترف .
- تدهور الوضع الاقتصادي واللجوء للقروض مما أدى إلى الضغوط الخارجية والتدخل الأجنبي .
- عدم نجاح محاولات الإصلاح السياسي والاجتماعي .
- عدم مواكبة العالم الإسلامي للثورة الصناعية .
ب/ الخارجية:
- أثر الامتيازات .
- الثورات ( اليونانية 1827- 1832 ) .
- التدخل الأجنبي .
2/ ازدهار الدول الأوروبية: ازدادت قوة وهذا راجع للأسباب الآتية :
- النهضة الأوروبية .
- الكشوف الجغرافية ونتائجها .
- الثورة الصناعية وانعكاساتها .
- الحركة الاستعمارية ونهب ثروات المستعمرات .
· وبذلك استمر التوسع الأوروبي على حساب الإمبراطورية العثمانية حتى انهارت سنة 1924 وأصبحت الآن ممثلة بتركيا الحالية .
4/ مظاهر التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة:
أ/ حصول الدول الأوروبية على امتيازات داخل الدولة العثمانية ومنها :
· الدينية مثل : امتياز 1535 لفرنسا ، 1774 لروسيا ، 1838 لبريطانيا .
الاقتصادية مثل : امتياز 1561 لفرنسا ، 1854لفرنسا ، 1889 لألمانيا
ب/ دعم الأقليات في البلقان ( الثورة اليونانية 1827-1832 ) .
ج/ قيام شعوب بلغاريا والبوسنة والهرسك والروس بحروب ضد الدولة العثمانية ( 1876- 1877 ) أدت إلى استقلال شعوب البلقان بموجب معاهدة سان ستفانو 3 مارس 1878 .
ج/ الاحتلال المباشر بإتباع مبدأ التراضي بين الدول الأوروبية ( مؤتمر برلين 1878 ) .