أشكال الجريمة المنظمة

0
أشكال الجريمة المنظمة:
                                     
إن أشكال الجريمة المنظمة التي تمارس من طرف العصابات المنظمة العديدة ومختلفة و ليس لها تحديد فكل عمل من شانه أن يدر أموالا طائلة قابلة للتنفيذ وبقدر ما يحتويه هذا العمل من خطر فالتخطيط الدقيق والتنظيم المدروس والمحكم يكفل تجاوز الصعوبات وعدم الوقوع في قبضة رجال الشرطة نظرا للمعالجة المسبقة لكل الاحتمالات التي تضمن النجاة والتفوق بفضل استنباط الحيل واستعمال الخدع وأساليب التمويه و من بين أهم أشكال الجريمة نجد:

1- تهريب المخدرات والمتاجرة فيها :

تعد هذه الجريمة الأكثر انتشارا في العالم لما تذره من مدا خيل تفوق في أحيان كثيرة مدا خيل الدولة وتقدر بالمئات من الدولارات ما بين 300 و 500  مليار دولار سنويا حيث يتم زراعة هذه المواد السامة في مناطق مختلفة من العالم ( أفغنستان ،أمريكا الوسطى،المغرب
  لبنان ،اليمن) يتم تصديرها و تهريبها باستعمال مسالك برية وبحرية و جوية لإيصالها إلى أماكن الاستهلاك الكبيرة كالولايات المتحدة الأمريكية الشرق الأوسط ،الخ....
حيث وجد هذا الشكل من الجريمة ضالته في أوساط جل المنظمات الإجرامية للمكاسب الضخمة التي يتم حينها من هذه التجارة الغير شرعية والمربحة حيث نجد أن إمكانيات الدول في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة تبدو عاجزة أمام إمكانيات منظمات الإجرام في هذا النوع من الجريمة حيث أن مروجي المخدرات والمتاجرين فيها ومثال ذلك المافيا الكولومبية، حيث نجد انه في ماي من سنة 1997 تمكنت الشرطة بوقوطا من كشف أحد مراكز الاتصال لمافيا المخدرات والتي يقدر مبلغ الأجهزة المتطورة التي تستعملها بـ10 مليون دولار وتتجاوز هذه الأجهزة في تكنولوجيتا الوسائل المستعملة
 
من قبل الدولة الكولومبية و تتمثل هذه الأجهزة في أجهزة اتصال تليفونية عن  طريق   الساتل المشفر ،أجهزة نقالة مستنسخة portable  راداراتGPS وكذا أجهزة حاسوب جد متطور حيث تمكنها من تسيير ومراقبة أعمالها ودقة في كل أنحاء العالم، و من أهم المواد السـامة أو المخدرات نجد، الحشـيش ،الهيروين، الكوكايين ،الخشخاش، الماري خوانا و غيرها من المواد المخدرة.

2-الاتجار بالأسلحة ،الذخيرة والمتفجرات:

 تقوم هذه المنظمات بالاتجار بالسلاح و الذخيرة و كذا المتفجرات لما لهذه التجارة من فائدة كبيرة حيث يعتبر تجارة السلاح وملحقاته  من أكثرها فائدة حيث تحتل المرتبة الأولى ثم تليها تجارة المخدرات حيث وجدت هذه التجارة ضالتها في بيع الأسلحة للمتمردين و الخارجين عن القوانين في مختلف دول العالم.

زيادة على ذلك تغذية الصراعات العرقية و الهروب الأهلية و الاختلافات السياسية في العالم و تزويدها بأنواع كثيرة من الأسلحة سواءا الخفيفة أو الثقيلة حيث تطورت تطورا كبيرا هذه التجارة بالانهيارات المتتالية للكتلة الاشتراكية كالاتحاد السوفيتي سابقا وانقسامه إلي ولايات وكذا  يوغسلافيا سابقا و النزاع الذي ظهر فيها حيث تمكنت مجموعة من الإطارات السامية في الجيش و السياسة من السيطرة على هذه الأسلحة وبالتالي بيعها إلي دول في الشرق الأوسط أو إلي
 تنظيمات إرهابية زيادة إلى ذلك تطور مفهوم السلاح إلى مواد اكثر خطرا كالمتاجرة في اليورانيوم المخصب والذي يستعمل في صناعة القنابل النووية ،الزئبق ،الغازات السامة التي تستعمل في مجالات مختلفة.
  
    3- سرقة السيارات و تهريبها:        
         
لقد عرفت هذه الظاهرة انتشارا كبيرا لما تدره من  مبالغ كبيرة حيث يتحصل على السارات بعدة طرق أهمها:

*السرقة للسيارات و ذلك باستعمال القوة و الحيلة كسرقتها من قبل أصحابها و بيعها إلى أشخاص آخرين بأقل من قيمتها، ثم  التصريح بعد ذلك لدى وكالات التامين بسرقة هذه السيارات السيارات ، هناك طريقة ثالثة تتمثل في شراء شخص لسيارة من نوع معين ثم يقوم هذا الشخص شراء سيارات من نفس النوع و السنة حيث يقوم بإعادة أرقامها على نفس أرقام السيارة  التي يمتلكها ثم يقوم ببيعها إلى أشخاص آخرين و باستعمال وثائق         مزورة حيث يعاد بيع مثل هذه السيارات في أسواق إفريقيا، الشرق الأوسط والاتحاد السوفياتي سابقا.

4- اختطاف الأشخاص و الاتجار بأعضائهم:

تقوم عصابات الإجرام المنظم باختطاف الأشخاص خاصة الأطفال المختلين عقليا أعضائهم من كلى ،عيون ،كبد ،قلب ....حيث يتم قتلهم ثم بيع الأعضاء الصالحة من الجسم لعيادة طبية بمبالغ مالية طائلة وذلك في كل من الأرجنتين المكسيك كولومبيا حيث سجلت حالات فقدان الأطفال كبيرة والتي يعاد بيعها من قبل هذه العصابات المافوية.

5- الدعارة والقوادة:

 تعتبر الدعارة من أهم مظاهر الإغراء المنظمات الإجرامية حيث تعتبر المتاجرة في الجنس من اقدم المهن غير الشرعية في التاريخ و التي لا يمكن التخلي عنها لأن أي إنسان مهما كانت قدرته على مقاومة شهواته فلا يمكن في الكثير من الأحيان مقاومة نفسه الجنسية أمام فتاة حسناء جميلة ومقابل مبالغ مالية حيث ومن اجل استمرار عملهم في هذا النوع من الإجرام يعمدون إلى اقتناء فتيات جميلات و الصغيرات في السن و حتى القاصرات من مختلف أنحاء العالم كالروسيات ،الرومانيات،البولونيات، اللبنانيات،المصريات ،المغربيات ،الجزائريات الإسبانيات والألمانيات، حيث يعمد في الكثير من الأحيان إلى إيهامهن بعقود عمل مهمة في مجالات الإشهار والرقص ووكالات الأسفار..الخ ثم بعد ذلك الإيقاع بهن في عالم الرذيلة وأفلام الخلاعة وغير ذلك.

6-الاحتيال و النصب باستعمال الإعلام الآلي و كذا الانترنيت:

لم تكتف المنظمات الإجرامية في استعمال النظرة الإجرامية الكلاسيكية في ابتغاء المال بل طورت من طرقها أصبحت تستعمل التكنولوجيا المتطورة من اجل ذلك كاستعمال الحاسوب والدخول في برامج البنوك التأمينات الشركات وتحويل مبالغ ضخمة عن طريق سرقة الأرقام السرية من خلال التواطؤ مع موظفي البنوك والمصارف الكبرى حيث يتم تحويل الملاين من مكان إلى آخر في لمح البصر زيادة إلى ذلك استعمال الأنترنيت في الاحتيال و النصب خاصة لأنها تعتبر كطريقة حوار مباشر مع مئات الآلاف من البشر في العالم و النصب و الاحتيال عليهم بإيهامهم بالربح والثراء  في مجالات معينة.

7-تبييض الأموال:
              
تغطي الـيوم المداخيل غير المشروعـة قطاعات واسعـة مثل الألعـاب المحضورة، البغاء، تجارة المخدرات ، تجارة الأسلحة ، الهجرة الغير شرعية، تزوير العملة، ولضخامة الأموال المتحصلة فإن أصحابها يعمدون إلى طريق احتيالي لإخفاء مصدرها الإجرامي وإعطائهم ظاهر الشرعية عن طريق غسلها أي إدخالها قنوات الاقتصاد و التجارة و يسمى أصحابها بأشخاص
 
الياقات البيضاء و يتم هذا التبييض للمال مناطق التسامح الضريبي و الجنات الضريبية I           حيث أن دخل الإجرام بكل أشكالـه يمثل 15% من الدخل الخام العلمي و أن نصف هذه النسبة 7.5% من الدخل العالمي يتم تبيضها لتندمج في الاقتصاد وتصبح مشروعة أو نظيفة.






 8 القرصنة:

 تعتبر ظاهرة القرصنة من أقدم ظواهر الإجرام المنظم ، فلقد عرف الإنسان القديم القرصنة في أشكالها البدائية ، و امتهنها و اختارها أسلوبا لحياته في تلبية حاجاته الضرورية . وكان الإنسان البدائي يستخدم في القرصنة أساليب بدائية إلا أنها كانت كافية لنجاح مهمته في الاستيلاء على أموال الغير في البر والبحر.

القرصنة في شتى أنواعها و صورها تدخل ضمن أنواع الإجرام المنظم ، لأن معظم أشكالها يعتمد على التخطيط والتنظيم والإعداد ، وهي جرائم احترافية تستهدف الكسب والثروة عن طريق غير مشروع . و معظم القائمين بجرائم القرصنة يعتمدون على أفراد محترفين يمارسون مهنة الإجرام المنظم  ويجدون لأنفسهم مبررا لذلك ، سواء كان ذلك التبرير معتمدا على ثغرات في القانون أو كان معتمدا على مبدأ القوة و الرغبة في الاستيلاء على حقوق الغير ، ولعل القرصنة البحرية التي كانت قائمة خلال القرون الماضية و ما زالت حتى اليوم في بعض المناطق البحرية النائية هي أقل أنواع القرصنة خطورة في العصر الحديث ، لأن وسائل القرصنة تطورت بطريقة سريعة و أصبح الأفراد الذين يباشرون القرصنة ينتمون إلى طبقات اجتماعية لا يمكن أن يتصور المرء إمكان ارتكابهم للجريمة .

فالشركات الكبيرة تجند جيشا من أصحاب الكفاءات العلمية للتجسس على أسرار الشركات الأحرى و سرقة أسرارها العلمية و مخططاتها الفنية .و الشركات التجارية التي تجند الأساطيل البحرية للصيد في المناطق التي تدخل ضمن السيادة للدول الأخرى ، ترتكب جريمة لأنها ستولي على ثروات شعوب دون أن تسمح لنفسها بان تشرك تلك الشعوب في جزء من أرباحها ، و الأفراد الذين يستولون على حقوق غيرهم من مؤلفات وكتب و آثار فكرية وثقافية إنما يمارسون نوعا من أنواع الإجرام المنظم .

والقرصنة الحديثة ذات جذور سياسية في معظم حالاتها سواء كانت قرصنة بحرية ، جوية، صناعية أو ثقافية . و من أبرزها ظاهرة خطف الطائرات التي أخذت مكانة متميزة في اهتمام المنظمات الدولية المختصة ، و خطورة هذه الظاهرة مهما كانت دوافعها تهدد حياة أفراد لا تربطهم أي صلة بالجهة التي أوقعت الضرر بالمختطفين .

9- تجارة الأعضاء البشرية

إذ تكونت تنظيمات إجرامية تمارس هذه التجارة على المستوى الدولي سواء بالترويج و الاتفاق مع الأشخاص الذين تضطرهم ظروفهم إلى بيع أعضائهم أو دمائهم أو عن طريق سرقة هذه الأعضاء بترتيب خاص مع بعض المستشفيات أثناء إجراء جراحات وهمية أو حتى باختطاف بعض الأفراد وسرقة أعضائهم .

10- الأسلحة البيولوجية و الكيماوية و المواد النووية

تسعى بعض الدول و خاصة في مناطق النزاع العسكري ، إلى امتلاك أسلحة بيولوجية أو كيماوية أو نووية . و ذلك لضمان تفوقها على خصومها أو على الأقل تحقيقا توازن القوى . ونتيجة للخطر المفروض على بعض الدول لمنع امتلاكها لهذه النوعية من الأسلحة ، فلقد تلجأ إلى التعامل مع منظمات إجرامية من الشرق أو من الغرب على هذه النوعية من الأسلحة.

11- دفن و تصريف النفايات  
         
هذه صورة من الصور المستخدمة للجريمة المنظمة و غالبا ما يتم بترتيب  ومشاركة الحكومات المرسلة أو المستقبلة لتلك النفايات .

12- الاتجار في النباتات والحيوانات المنقرضة
          
إذ أنه نتيجة ندرتها تفرض الدول حظرا على التعامل فيها وبالتالي تزيد ندرتها و ترتفع أثمانها ومن ثم يغري العائد الكبير المتوقع من التأمل فيها ودفع التنظيمات الإجرامية إلى الدخول إلى هذا المجال  

 13- العمالة المهاجرة

في الدول التي لديها تشريعات لتنظيم الاستعانة بالعمالة المهاجرة ، تستغل بعض التنظيمات هذه التشريعات و تقوم بالتستر على العمالة المهاجرة التي تمكنت من الدخول إلى قلب الدول بشكل غير مشروع إما بمقابل مادي يدفعه العامل بتشغيله بمعدل أجر أقل من مستوى متوسط الأجور السائدة ، أو بتحويل وضعه إلى وضع قانوني عن طريق كفالته.

14- التجارة  في الأطفال:
  
وهذه ظاهرة مستحدثة ، إذ يضطر بعض الأباء في ظروف غير عادية كالحروب أو المجاعات إلى بيع أطفالهم و تقوم بعض التنظيمات بالاتجار في هؤلاء الأطفال ويتم استخدامهم في عمليات إجرامية أو في ممارسة الرذيلة, أو حتى الانتفاع بأعضائهم لمرضى يحتاجون إليها، أو بيعهم أو تحويلهم إلى عبيد ، كما يمكن أن تقوم هذه التنظيمات باختطاف هؤلاء الأطفال .

15- أنشطة الجاسوسية:

كما يدخل أيضا ضمن الخدمات غير المشروعة التي تنتمي إلى الجريمة المنظمة أنشطة الجاسوسية، و قد يكون التجسس لحساب دولة أو دول أخري ، أو قد يكون لحساب مؤسسة أعمـال ( تجارية أو صناعية ) .

أنشطة تهريب السلع دون سداد الضرائب الجمركية.      

هذا النوع من الجرائم يتم في حالة فرض ضرائب جمركية مرتفعة على السلة المستوردة ، و بالتالي تصبح أسعار تلك السلع في الأسواق المحلية مرتفعة ، الأمر الذي يغري التنظيمات الإجرامية بتهريب هذه السلع دون سداد الضرائب الجمركية المستحقة عليها ويحصلون من جراء ذلك على ربح وفير ( يدخل ضمنها تهريب السيارات ). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه