الدراســة الاجتماعيـة و النظـرة الدينيـة لظاهــرة للتسّـول

0
المطلـب الثانـي :الدراســة الاجتماعيـة و النظـرة الدينيـة لظاهــرة للتسّـول
 
          أمـا الدراسات الاجتماعيـة فتؤكد أن السبب الرئيسي وراء عودة تلك الظاهرة هو عدم قيام مرتادي المساجد من المصلين بالابلاغ عن وجود أي مـن حالات التسول بل الأخطر من ذلك تعاطفهم مع المتسولين حتي ان كانوا شبابا قادرين علي الكسب.. ولا يقوم احد سـواء عطفاً عليهم أو تجاهـلاً بتنبيههـم بأن العقيدة  الاسلامية تـدعو إلي العمل والكسب المشروع وتنهي عـن استجداء النـاس إضافة إلـى ان المصلين في غالب الأحيـان لا يوجهونهـم بمراجعة صندوق الزكاة والجمعيات الخيرية وربما يكونون فعلا يتلقـون مساعدات من تلك الجهات لكنهم يرغبون في المزيد من الكسب.  فالمتسّـول حريص على الكسب السهـل والمريح فيستغل الرغبة المخلصة لدي المحسنين وأهل الخير للبـذل في سبيل الله تقرباً إلي المولي عز وجل بالإضافة إلي عدم وعي أفراد المجتمع بخطورة ظاهـرة التسّـول وتشويههـا لصورة المجتمع رغم استهجان البعض لهذه الظاهرة دون التصدي لها لكون غالبية المتسّـوليـن من النساء والأطفال أو الرجال ذوي العاهات الأمر الذي يدفع أفراد المجتمع إلى التعاطف معهم دون التحقق لصدق المتسول وحاجته للمساعدة.
         والأخطـر هو التحايل الذي يمارسـه المتسـول حيث إن القائم به غالباً ما يقـوم باصطحاب زوجته  وأولاده للاستعانة بهم في استدرار عطف الناس وإيهام ضحاياه بصدق أقواله وقد تم ضبط العديد من تلك الحالات... والخطورة تكمن هنا في ان المتسول يقوم بإعداد ابنائه وتدريبهم لممارسة هذا السلوك
        بالإضافة إلي دفعهـم إلي ارتكاب تلك الجريمـة وتشجيعهم علـي الانزلاق إلـي جرائم أكثر خطورة كالأدمان والدعارة مما يؤدي إلي تهديد أمن المجتمع ككل. كما ان بعض المقيمين يستقدمون زوجاتهم وأولادهم بتأشيـرات زيارة إلى البلاد ومن ثم يتركون لهم العنان لممارسة التسول وإرشادهم إلي الاماكن التي يقومون بالتسول فيها. كما تم ضبـط العديـد من الحالات متلبسـة بتحايلها وغشهـا حيث يحمـل المتهمون أوراقاً غير صحيحة توحي بأنهم مخولون لجمع تبرعات لإقامة مشاريع خيريـة في دول أخـرى كالمساجد والمدارس ويقومون بتحصيل تلك المبالـغ لحسابهم الخاص مستغلين استجابة أفراد المجتمع لنداء الخير وقيامهم بالتبرع. بمجرد سماعهم ان المال المتبرع به موجه لعمـل خيـري دون التحقق بمصيـر أموالهم

                                  المرجـع : من كتــاب المجتمـع و النظـرة الدينيـة للدكتور أحمد المهـدي أستـاذ في علم الاجتماع   
Zone de Texte: الفصـــل الأول                                                                                                       دراسة التسّـول مـن الجانــب القانونـي . 

  
     لذلك فالمواجهة يجب أن تبدأ بأفراد المجتمع الذين عليهم الاسراع بالتبليغ عن أي من تلك الحالات وعدم التعاطف معها خاصة وانه يوجد بالدولة الكثير من الجمعيات الخيرية و المؤسسات الاجتماعية التي تفحص هذه الـحالات وتلبي احتياجاتها بعد التثبت من صدقها.وقد نهي الدين الإسلامـي الحنيف عن التسول بغيـر حاجة ملحة واعتبران السـؤال اوالاستجداء عقوبته عند اللَّه ( علامة )  تظهر في وجه الإنسان عندما يقف بين  يدي الله عزوجـل فتنقـص من قدره وشأنه وتحبط عمله وتبين الأحاديث النبوية ان المسألة لا تجـوز إلا في حالات ثلاث هي فقر مدقع أو دين مظع أو دم موجع
و الـفـقــر الدقع هو الذي يصل بالانسان الى درجة لا يستطيع معها ان يوفر ضروريات حياة وضروريات اسرته الا بالمسألة و الا التعرض للهلاك .
و الديـن المـفـظـع  : فهـوالذي يعجـز الإنسان عـن سداده مع حلـول أجله ومطالبـة أصحابه به ولا يجـد حلاً للوفـاء بـه ا
أم الــدم المـوجـع :  فهـو الديات أي كأن يكـون ارتكب قتلا خطـأ مثل حوادث السيـارات هذه الأيـام ويعجز عن سـداده لضيـق ذات اليـد ولدفع هذه الديـة يلجأ إلى سـؤال الناس.
















                                  


                                 المرجـع : من كتــاب المجتمـع و النظـرة الدينيـة للدكتور أحمد المهـدي أستـاذ في علم الاجتماع   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه