الإدمـــــان

0
الإدمـــــان

تمهيد : إن مشكلة تعاطى الخمور والمخدرات مشكلة قديمة إلا أنها أخذت في الإزدياد والإنتشار في هذه الأيام ، ولا تنتشر المخدرات في مجتمع بذاته وإنما تعم كل المجتمعات حتى أكثرها تقدما.

كما أصبح خطر الإدمان يهدد كل فئات المجتمع حتى الأطفال وتتنوع أصناف المواد المخدرة لتشمل العديد من الأنواع  الخطيرة وغالية الثمن ورخيصة الثمن ، ومن ذلك لجوء بعض الأطفال المتشردين إلى شم بعض المواد المتطايرة كالبنزين والكولا والغراء ، وسحق كميات كبيرة من الأسبرين وشمها وكلها تؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي للإنسان وتضر جهازه الهضمي.

ومن المخدرات الشائعة الأفيون ومشتقاته المورفين ، الكودايين الهيروين ، ومن المخدرات الخطيرة الكوكايين، المار جوانا، الحشيش ويتم تدخينه في السجائر أو تناوله مع القهوة أو الشاي.

ما هو الإدمانيقصد به حالة التعاطي لمادة مخدرة مع التعلق الشديد بها والعجز عن التوقف عنها ، والمعاناة البالغة من آلام جسمية متعددة في حالة التوقف عنها أو العجز عن توفيرها ، ومن مظاهر المعاناة النفسية الرغبة الشديدة في العودة إلى تعاطى المخدر طلبا للمتعة أو اللذة أو تحاشيا للمتاعب النفسية التي يخشى المتعاطي حدوثها إذا توقف، والإدمان عبارة عن خضوع تام لعادة سلوكية تسيطر على الفرد وتسلبه إرادته.
كذلك هو حالة تسمم دورية أو مزمنة تلحق الضرر بالفرد والمجتمع.

وقد إستبدلت منظمة الصحة العالمية مصطلح "الإدمان" بمصطلح "التعلق" وهناك تعلق نفسي وجسمي.

التعلق النفسي : عبارة عن التوتر الذي ينتج عن تناول مادة معينة والإنشغال الفكري الدائم بالمادة المسببة للإدمان مع إضطراب الحالة المزاجية للفرد المتناول للمادة.

التعلق الجسمي : يتميز بإرتفاع الجريمة وظهور أعراض السحب والشعور بالضيق والآلام إذا ما تم إستهلاكها لفترة زمنية طويلة.

أعراض الإدمــان : تظهر الآثار على شكل إضطرابات جسدية ونفسية متعددة. فمن الناحية النفسية نلاحظ وجود فقدان للإهتمامات وتأرجحات في المزاج، واللامبالات وعدم الإستقرار الإنفعالي، القلق والتوتر.

أما الأعراض الجسيمة، التعرق، ومشاعر الغثيان، فقدان الوزن، إضطرابات النوم وأضرار الأعصاب.
وهناك أعراض أخرى، كالتسمم التي تصل إلى حد حالة السبات، وأعراض السحب المترافقة على الأغلب مع نويات تشنج.

ويلاحظ وجود أنماط مميزة من التصرفات كاختلاف الأعذار والمبررات بشكل دائم والكذب والإنكار وميول إخفاء التعلق وتناول الشراب ولا ننسى العواقب الإجتماعية كارتكاب الأعمال غير القانونية والتراجع المهني ، ويعتبر خطر الإنتحار لدى المتعلقين كبيرا.


العوامل النفسية والإجتماعية المسؤولة عن تعاطى المخدرات: معظم الباحثين أجمعوا أن الدوافع المؤدية إلى تعاطى المخدرات تتميز بالتعدد والتنوع والتعقيد والتركيب، بمعنى أن دوافع التعاطي تتباين من مجتمع إلى مجتمع آخر، ومن شخص إلى شخص آخر ، وحتى بالنسبة للشخص الواحد نادرا ما يكون التعاطى نتيجة لدافع أو سبب واحد.

وإنما يحدث التعاطى في معظم الحالات نتيجة لتضافر مجموعة من الدوافع تتفاوت فيما بينها من حيث شدة تأثيرها على الفرد، ومن بينها:

أ)- التعرض لثقافة المخدرات :
إن التعرض لثقافة المخدرات يزيد من إحتمالات التعاطة ، وتتمثل هذه الثقافة في :
-         السماع عن المخدرات.
-         الرؤيا المباشرة للمخدرات.
-         وجود أصدقاء يتعاطون المخدرات.
-         وجود أقارب يتعاطون المخدرات.

ب)- الظروف الإجتماعية المهيئة للتعاطي : تعد متغيرات الحياة الأسرية من أهم الظروف الإجتماعية المهيئة لتعاطي المخدرات ، حيث تكشف البحوث الواقعية أن أغلب متعاطي المواد المؤثرة في الأعصاب ينتمون إلى أسر مفككة ومضطربة ، وتمثل المظاهر الآتية أكثر مظاهر الإضطراب العائلي شيوعا في أسر المتعاطين :
1-   إتباع أسلوب القساوة في معاملة الأبناء ، حيث يستخدم في هذه الأسر أنواعا خاطئة من العقاب مثل الضرب أو طرد الأبناء من الأسرة.
2-   زيادة عدد أفراد الأسرة.
3-   وقوع الطلاق أو الإنفصال بين الوالدين.
4-   الإنحلال الخلقي داخل الأسرة وضعف القيم الدينية.
5-   توتر العلاقات الأسرية خاصة بين الأب والأم وبين الأب والأبناء.

ج)- خصال شخصية المتعاطي : يعد العامل النفسي أهم العوامل المهيئة لتعاطى المخدرات ، إذ يقدم معظم المتعاطين على هذه التجربة نتيجة لعجزهم عن التوافق النفسي، والذي يبدو في مظاهر متعددة منها :
-         ضعف الشخصية والعجز عن الإستقلال، والميل إلى السلبية.
-         العدوان.
-         فقدان المهارات الإجتماعية اللازمة لإقامة علاقات ناجحة مع الآخرين.
-         كذلك الإصابة بمرض نفسي أو عقلي.
-         مواجهة خبرات الفشل العاطفي أو الدراسي.

د)- صور التدعيم التي تقدمها المواد النفسية للمتعاطي : * يعتاد المتعاطي تناول المادة النفسية التي جربها نظرا لما تسببه هذه المادة من أثار نفسية سارة أو مخفضة للتوتر النفسي أو الألم الجسمي ومن المدعمات التي تقدمها المواد النفسية للمتعاطي :
1-       خفض مستوى القلق المصاحب لتوقع خبرة مؤلمة.
2-       خفض مستوى الدافعية، حيث يؤدي التعاطي إلى فقدان المتعاطي لحماسه وحرصه على تحقيق أهداف معينة.
3-       التخلص من الآثار الدورية لأعراض الانسحاب.


الآثار النفسية و الاجتماعية المترتبة على تعاطي المخدرات: يمكن تصنيف الآثار السلوكية والاجتماعية الناتجة عن تعاطي المواد النفسية في فئتين وهمـا :

أ)- الإصابة بالأمراض الجسمية والنفسية : إن تعاطي  المواد النفسية المؤثرة في الأعصاب يؤدي على المدى الطويل إلى الإصابة بأمراض جسمية ونفسية متنوعة ، وتختلف شدة الإصابة ونوعها بإختلاف نوع المادة المتعاطاه ، وطول مدة التعاطي وكثافته.

من بين الأمراض إلتهاب المعدة وقرحها، إلتهاب أطراف الأعصاب، تليف الكبد، بعض الضعف في عضلات القلب، تدهور الشخصية الإتيان بسلوك شاذ ضد اجتماعي مع تشوش الوعي، فقد الذاكرة، بالإضافة إلى تشوه حياة الإجتماعية للمدمن حيث تسوء علاقاته مع الأسرة و العنف في معاملة الزوجة، إهمال الذات و العمل و قلة الإنتاج و ضعف الثقة بالنفس  والميل إلى العزلة وفقد كثير من الإهتمامات و إنخفاض مستوى الطموح.

ب)- سوء التوافق الإجتماعي والميل لإرتكاب السلوك الإجرامي : كما يمثل سوء التوافق الإجتماعي و الميل إلى إرتكاب السلوك الإجرامي من أخطر المترتبات لتعاطي المواد النفسية بمختلف أنواعها ، الهروب من البيت و المدرسة ، السرقة ، الوقوع في متاعب مع الشرطة ، المتاجرات ، الرشوة ، التزوير و الإختلاس قضايا الآداب ...إلخ.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © القانون والتعليم

تصميم الورشه