مفهوم الحرية:هي تجاوز لكل إكراه داخليا كان أو خارجيا.ومنه نستنج وجود نوعين من الحرية الحرية النفسية الداخلية والحرية الفزيولوجية المرتبطة بالعالم الخارجية ومن التعريف السالف نستنج وفقا لمبدأ المخالفة أن الحتمية هي "كل قيد أو إكراه داخلي أو خارجي يمنع الإنسان من اتخاذ القرار المعبر عن إرادته الحرة وعلى هذا يمكن التعبير عن الحرية بمعناها البسيط بأنه القدرة على الفعل أو الترك دون الخضوع لأي ضغط
مفهوم المسؤولية:هي "تحمل الإنسان تبعية أفعاله أمام القانون"
الوضعية المشكلة:
إليك الحوار التالي بين طالبين جامعيين في حافلة نقل الطلبة(ا:أحمد و س,سمير)
أ عليك أن تخفض صوت جهاز هاتفك النقال
س:الا تراني أستمتع بالموسيقى؟
ج:ولكن ليس الكل يستمتع بالموسيقى كما أنني أراجع دوسي وأنت تزعجني بصوت هاتفك
س: لست أبها بك فأنا حر أفعل ما أشاء ويحق لي سماع الموسيقى وبأعلى صوت دون أن أشغل نفسي بإزعاجك أو عدم إزعاجك فهذا أمر يخصك وحد.
أ:يبدو أن فهمك للحرية خاطئ ألم تسمع بالمبدأ القائل "حريتي تنتهي عند بدابة حرية غيري" ثم إنك بهذا تجعلني غير قادر عن المراجعة
ك:
انطلاقا من هذا الحوار هل الإنسان حر أم مقيد ؟ وهل هو مسئول عن أفعاله؟ ومنه فهل الحرية شرط للمسؤولية ؟ أم بالعكس المسؤولية شرط للحرية؟
أولا:الحرية كشرط لتأسيس المسؤولية كمشروط: ويقصد هنا أن الحرية شرط للمسؤولية بحيث أن وجودها يعني وجود المسؤولية كما أن غيابها ينجم عنه غياب المسؤولية كذلك وهو ما يضعنا أمام إشكالية أخرى أكثر جذرية هي :هل الإنسان حر أم مقيد؟
1-رأي نفاة الحرية:حيث يرى أصحاب هذا الطرح رغم اختلاف تبريراتهم أن الإنسان لا يملك حرية الاختيار ولا قدرة له على ذلك لأنه خاضع لحتميات قاهرة ومجبر بقوانين كونية لا يمكنه الخروج عن إرادتها ومن هذه الحتميات
-الحتمية الفيزيائية: يعتقد أنصار هذا الاتجاه من الفزيائين أن الإنسان جزء لا يتجزأ من الطبيعة الفيزيائية وظواهرها التي تحكمها قوانين ثابتة وصارمة ومن ثمة فإن ما يصدر عن الإنسان من أفعال و أفكار لا يختلف من حيث الكيف عن الظواهر الفيزيائية والكيميائية فهو محكوم بنفس قوانينها وعليه يمكن التنبأ بأفعاله كما يتم التنبأ بظواهر الطبيعة على أساس أن الشروط الواحدة تعطي النتائج الواحدة فمثلا الجوع يدفع دائما إلى الأكل وهم يرون على وجه الخصوص أن هذه الحتمية تتجلى في السلوك النفساني والسلوك الاجتماعي
-الحتمية النفسية:حيث ترى المدرسة السلوكية بزعامة واطسون وبافلوف أن أفعال الإنسان ما هي في الحقيقة سوى منعكسات شرطية لمنبهات خارجية فهي في حقيقتها ردود أفعال وليست أفعال أصلية كما يرى بعض علماء النفس كفرويد أن حياتنا النفسية محكومة بدوافع ورغبات مخفية تشكل مجال اللاشعور
-الحتمية الاجتماعية: حيث ترى المدرسة الاجتماعية بزعامة دوركايم أن المجتمع يمارس ضغطا على الفرد يجعله يحدد سلوكه وفق تقاليد مجتمعه وثقافته الأخلاقية للآن أي مخالفة لها تجعله ينال جزاءه الاجتماعي وهو النبذ وهو ما يجعل فعل الفرد مقيد بأخلاق مجتمعه حتى وان كان لا يرغب في ذلك حيث يقول دوركايم "إذا تكلم ضميرنا فإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا"
-أنصار الجبرية: وتمثل هذا الموقف فرقة الجبرية الكلامية بزعامة جهم بن صفوان وضرار بن عمر حيث تنفي الحرية باسم القضاء والقدر وإرادة الله ومشيئته التي حددت كل ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وعليه فلا إرادة لأحد ولا قدرة على الفعل إلا بإرادة الله تعالى فالله هو خالق أفعال الإنسان وهي تنسب إليه على سبيل المجاز حيث يقول جهم بن صفوان"إنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا لله وحده وإنه هو الفاعل وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز كما يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس وإنما فعل ذلك بالشجرة والفلك والشمس الله سبحانه "
مناقشة نفاة الحرية :إن موقف الحتمية له مأخذ من نواحي متعددة فمن ناحية الحتمية الفيزيائية لا يمكن بأي حال من الأحوال المساواة بين وجود الإنسان المتصف بالحيوية والنشاط ووجود الجماد المتصف بالثبات والركود لأن لكل من هما خصائص مختلفة كليا عن الأخر كما أن أنصار الحتمية النفسية عندما جعلوا سلوكات الإنسان مجرد استجابات لمنبهات خارجية فأنهم ساو بين الإنسان والحيوان بينما الفعل الإنساني يتميز بكونه فعل واعي وعاقل فالمسلم مثلا في رمضان يجوع وهو منبه خارجي لكنه لا يأكل بدافع جانبه الديني العاقل.
أما فرقة الجبرية فإنها أهملت مبدأ العدل الإلهي المطلق ومبدأ التكليف والوعد
الوعيد فكيف يخلق الله أفعال العباد ثم يحاسبهم عليها فهذا يتنافى مع عدله المطلق كما أنهم لم يفرقوا بين علم الله المسبق بأفعال العباد وتقديره المسبق لها فالله يعلم بأفعالنا مسبقا ولكنه لا يجبرنا على فعلها
كما أن أنصار المدرسة الاجتماعية بالغوا في ربط سلوكات الفرد بثقافة المجتمع فالفرد وان كان في بعض سلوكاته تابعا لمجتمعه ولكن ليس في كلها والدليل على ذلك ظهور المصلحين الاجتماعين الذين ثاروا على ثقافة مجتمعهم كمحمد عبدة وجمال الدين الأفغاني وغيرهم.
-رأي مناصري الحرية
يتلخص رأي هذا الاتجاه في القول بأن الإنسان حر حرية مطلقة ويمكن تبرير هذا الرأي من خلال عدة براهين:
-البرهان الأخلاقي:ترى المعتزلة أن شهادة الضمير دليل على حرية الاختيار فالتكليف كيفما كان مصدره يطلب من المكلف الفعل أو الترك فإما أن يكون المكلف عاجزا عن التنفيذ فيكون تكليفه سفها ومتناقضا وإما أن يكون التكليف طلبا ممكنا صدوره من المكلف فيكون له الخيار في فعله أو تركه ولما كان مصدر التكليف من الله فلابد أن يكون ممكنا من الإنسان لأن الله عادلا عدلا مطلقا ولا يمكن أن يكون تكليفه غير ممكن لأنه منا قض لعدله فنجد واصل بن عطاء يقول " إن الإنسان يحس من نفسه وقوع أفعاله على حسب الدواعي والصوارف فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن"
وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني ايمانوال كانط الذي يرى أنه يجب التسليم بوجود حرية من أجل تأسيس الأخلاق إذ التكليف لا يستقيم إلا إذا كان من يتوجه إليه الأمر حرا مختارا وإلا تعطل التكليف وزالت المسؤولية وتعطل الثواب والعقاب وتبعا لهذا يقول كانط"إذا كان يجب عليك فإنك تستطيع"
-البرهان النفساني:حيث يرى برغسون أن الحياة الشعورية المعبرة عن حقيقة النفس والأنا العميق هي الدليل القاطع على حرية
لأن الشعور عنده ديمومة متجددة وتيار متدفق باستمرار غير قابل عنده لأي خضوع أو حتمية حيث يقول "إن الفعل الحر ليس ناتجا عن التروي والتبصر إنه ذلك الفعل الذي يتفجر من أعماق النفس " هو ما يؤكده ديكارت الذي يرى أن الإنسان حر حرية كاملة والدليل على ذلك أرادته الحرة المستقلة عن أي عائق خارجي والحرية الحقيقية هي حرية الإرادة في أن تريد أو لا تريد لأن الإنسان يحاسب على نيته وإرادته لا على فعله لهذا نجده يقول "أننا متأكدون من الحرية إذ لا شيء نعرفه بوضوح أكثر مما نعرفها"
أما الفيلسوف الوجودي جون بول سارتر فيرى أن الوجود الإنسان الحقيقي يقتضي تجسيد الشعور النفسي العميق وهذا بدوره يتوقف على حرية الاختيار بين الممكنات ومنه فوجود الإنسان هو نفسه دليل على حريته لأنه متوقف عليها
مناقشة رأي مناصري الحرية:
إن تأكيد هؤلاء بأن الإنسان يمتلك حرية مطلقة هو رأي فيه كثير من المبالغة والمغالطات
فالمعتزلة من خلال إقرارهم بحرية الإنسان المطلقة في التصرف ينفون مبدأ القضاء والقدر فالله أذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكن وهم يحررون إرادة الإنسان بأفعاله بينما يقيدون القدرة الإلهية بعلم الله
كما أن القول بالشعور النفسي دليل على الحرية هو مجرد افتراض ليس له دليل فقد يكون الشعور نفسه محكوم بحتميات لا نشعر بها كما أن الإنسان يطمح إلى حرية كإرادة وشعور وسلوك عملي يجسد تلك الإرادة ويحمله مسؤوليته وبتالي فإن الاقتصار على الحرية في الشعور يعني إهمال الجانب الأهم فيها وهو السلوك العملي في الواقع
وأما الحرية عند سارتر فهي حرية نسبية لأن الذي لا يتمكن من بلوغ الوجود الحقيقي يعني أنه ليس حر كما أنه يجعل من الإنسان محكوما عليه بالحرية ضرورة فتصبح حينها الحرية ضرورة وقيد لا يمكن للإنسان تجاوزها أو ممارستها بحرية
لقد كان إنتاج المعرفة في أوروبا الوسيطية حكرا على أباء الكنيسة من خلال احتكارهم لحق تأويل الكتاب المقدس والتشريع للحياة الفكرية والاجتماعية لكن مع ظهور ديكارت تغير الحال من خلال مبدأ الشك القائم على عدم الثقة العمياء في الحقائق الشائعة والموروث الثقافي إلا إذا تبين بالبداهة العقلية أنه كذلك وهذا ما أحدث قلبا جذريا على مستوى السلطة الفكرية حيث تحولت الكنيسة من حاكمة إلى محكوم عليها بإخضاع كل أفكارها للشك العقلي وهنا بالذات تكمن أحقية ديكارت للتسمية التي لقب بها"أب الفلسفة الحديثة" لان قبله لم يكن للعقل أي قيمة لكن ديكارت أعاد له قيمته من خلال منهج الشك
ب-الشك منهج وليس مذهب: إن الشك عند ديكارت منهج وليس مذهب وما يميزه انه يبدأ بالشك وينتهي إلى اليقين وهذا حيلة من ديكارت الذي لم يكن باستطاعته مخالفة الكنيسة علنية فقال أن كل حقيقة مها كان نوعها ومصدرها يجب الشك فيها ولا يمكن قبول إلا الفكرة الواضحة وهي الفكرة البديهية التي لا تقبل الشك ومصدر الحكم على الأفكار هو العقل كأعدل قسمة بين الناس وهنا بالذات أصبح التراث الفكري الكنسي في خطر لانه لا يتوافق مع العقل ومن الأفكار البديهية عند ديكارت نجد الدوبيتو"انا اشك إذن أنا أفكر والكوجيتو أنا أفكر إذن أنا موجود" وهنا بدأ ديكارت بالشك في وجود العالم الخارجي وانتهى إلى حقيقة لايمكن الشك فيها وهي حقيقة الذات المفكرة
ج-تأسيس المعرفة بوحي من المنهج الرياضي: لما كانت الرياضيات تمثل النموذج الأرقى بين العلوم من حيث الصدق دعى روني ديكارت إلى تطبيق المنهج الرياضي ألاستنتاجي على الفكر حيث يبدأ من الأفكار الفطرية المستمدة لصدقها من كونها إلهية المصدر ثم يستنتج ما يلزم عنها من أفكار ضرورية ويبنى هذا المنهج عند ديكارت على أربع خطوات أساسية:
أ-قاعدة البداهة:حيث يقول ديكارت:لا أتلقى على الإطلاق شيئا على أنه حق ما لم أتبين بالبداهة أنه كذلك" والفكرة البديهية هي الفكرة الواضحة التي لا تقبل الشك وعلى هذا فجميع الآراء العلمية والفكرية التي تحصلنا عليها من المجتمع لا يمكن الثقة فيها حتى تعرض على العقل وبالتالي فلا مجال للثقة في التراث الكنسي وهذا ما كان يهدف إليه ديكارت
ب-قاعدة التحليل: أي تفكيك الموضوع إلى أجزاء لمعرفة مكوناته ويقول ديكارت معرفا بهذه القاعدة"أن أقسم كل واحدة من المعضلات التي أبحثها ما استطعت إلى القسمة سبيلا وبمقدار ما تدعو به الحاجة على أحسن الوجوه"
ج-قاعدة التركيب: أي إعادة تأليف الأجزاء لتكوين رؤية مركبة حيث يقول ديكارت"أن
أرتب أفكاري فأبدأ بأبسط الأمور وأيسرها معرفة وأتدرج حتى أصل إلى معرفة أكثر تعقيدا"
د-قاعدة الإحصاء والمراجعة: أي التأكد من المراحل السابقة و
الإشكالية الثانية: كيف استطاعت الفلسفة الحديثة تحرير الوعي الإنساني وتفعيل الواقع الاجتماعي ؟
أولا: الفلسفة ودورها في تحرير وعي الإنسان وتنويره
أ-تحرير العقل من سجن الأوهام:
لقد استطاعت الكنيسة الأوروبية بفضل سلطتها المطلقة على الفكر والبحث من محاصرة العقل الأوروبي الوسيطي بجملة من الأوهام تحت غطاء الإرادة الإلهية المجسدة في الأرض في إرادة أب الكنسية ومن المبادئ التي سعت إلى تكريسها القاعدة الأخلاقية القائلة"الجهالة أم التقوى" فالإنسان التقي الذي يلقى رضى من الله ومغفرة هو الإنسان الجاهل بعكس الإنسان العالم الذي يلقى غضبا من الإله وهنا جعل من العلم جناية أخلاقية يعاقب صاحبها عليها وهو ما ألغى أدنى إمكانية للبحث أمام العقل الأوروبي وفتح المجال أمام الكنيسة لترويج فكرها الأسطوري والخرافي كبيع صكوك الغفران لكن الفلسفة الحديثة وبفضل منهج الشك استطاعت فك الحصار والحضر المفروض على العقل فالمعارف صارت كلها مفقودة الثقة إلا بعد عرضها على العقل وهو خالي من أي فكرة مسبقة مكتفيا في الحكم بمبادئه المنطقية الفطرية والمشتركة بين جميع الناس كأعدل قسمة بينهم وهنا فقط تمكن العقل الفطري من الثورة على العقل الكنسي الخرافي فاتحا المجال أمام البحث الفلسفي المتحرر
ب-موسوعية المعارف والانفتاح الفكري:
إن أعظم خدمة قدمها منهج الشك للعقل الغربي الحديث هو اختراق العقدة الفكرية النفسية"اعتقد ولا تنتقد" وعليه فقد استأنف العقل وظيفته بعدما كان معطلا لعدة قرون وهو ما أسس للانفتاح الفكري والبحث العلمي في شتى فروع العلم وأصنافه وقد كانت الثورة الصناعية الحديثة إحدى نتائج ذلك الانفتاح السالف بالإضافة إلى تطور الدراسة في مجال العلوم الإنسانية وفي الأدب الرومانسي بالذات ويمكن إجمالا تحديد رسالة الفلسفة الغربية الحديثة فيما يلي:
-تنوير الأذهان بمعارف علمية جديدة في متناول الجميع دون تميز بينهم فلم تعد المعلومة حكرا على أب الكنيسة فقط
-دفع العقول إلى التساؤل والتفكير المستمر والابتعاد عن الخرافات والأساطير
أولا: الفلسفة ودورها في تحرير وعي الإنسان وتنويره
أ-تحرير العقل من سجن الأوهام:
لقد استطاعت الكنيسة الأوروبية بفضل سلطتها المطلقة على الفكر والبحث من محاصرة العقل الأوروبي الوسيطي بجملة من الأوهام تحت غطاء الإرادة الإلهية المجسدة في الأرض في إرادة أب الكنسية ومن المبادئ التي سعت إلى تكريسها القاعدة الأخلاقية القائلة"الجهالة أم التقوى" فالإنسان التقي الذي يلقى رضى من الله ومغفرة هو الإنسان الجاهل بعكس الإنسان العالم الذي يلقى غضبا من الإله وهنا جعل من العلم جناية أخلاقية يعاقب صاحبها عليها وهو ما ألغى أدنى إمكانية للبحث أمام العقل الأوروبي وفتح المجال أمام الكنيسة لترويج فكرها الأسطوري والخرافي كبيع صكوك الغفران لكن الفلسفة الحديثة وبفضل منهج الشك استطاعت فك الحصار والحضر المفروض على العقل فالمعارف صارت كلها مفقودة الثقة إلا بعد عرضها على العقل وهو خالي من أي فكرة مسبقة مكتفيا في الحكم بمبادئه المنطقية الفطرية والمشتركة بين جميع الناس كأعدل قسمة بينهم وهنا فقط تمكن العقل الفطري من الثورة على العقل الكنسي الخرافي فاتحا المجال أمام البحث الفلسفي المتحرر
ب-موسوعية المعارف والانفتاح الفكري:
إن أعظم خدمة قدمها منهج الشك للعقل الغربي الحديث هو اختراق العقدة الفكرية النفسية"اعتقد ولا تنتقد" وعليه فقد استأنف العقل وظيفته بعدما كان معطلا لعدة قرون وهو ما أسس للانفتاح الفكري والبحث العلمي في شتى فروع العلم وأصنافه وقد كانت الثورة الصناعية الحديثة إحدى نتائج ذلك الانفتاح السالف بالإضافة إلى تطور الدراسة في مجال العلوم الإنسانية وفي الأدب الرومانسي بالذات ويمكن إجمالا تحديد رسالة الفلسفة الغربية الحديثة فيما يلي:
-تنوير الأذهان بمعارف علمية جديدة في متناول الجميع دون تميز بينهم فلم تعد المعلومة حكرا على أب الكنيسة فقط
-دفع العقول إلى التساؤل والتفكير المستمر والابتعاد عن الخرافات والأساطير
-نشر فكرة التسامح الديني وحرية المعتقد
ثانيا:الفلسفة الحديثة ودورها في تغير واقع الإنسان الاجتماعي
1-من المجتمع المسيحي إلى مجتمع الفطرة والطبيعة:
لقد أقر جون جاك روسو أن الإنسان يولد بفطرة خيرة وينزع نزوعا فطريا نحو الخير وكل ما هو أخلاقي في مجتمع يحكمه قانون المساواة الطبيعية بحكم الفطرة الإنسانية الواحدة والثابتة لكن الكنيسة ومن خلال تشريعاتها التيوقراطية(الحكم الديني) خالفت قانون المساواة وقيدت الحريات العامة على شتى المجالات خصتا على مستوى الملكية الاقتصادية والفكرية لهذا غاب الاستقرار عن المجتمع ومن اجل استعادته رأى روسو انه يستوجب العودة إلى المجتمع الطبيعي الذي تحكمه الفطرة الإنسانية الخيرة
2-تحرير المجتمع من الاستبداد المطلق