أنواع الأحزاب السياسية

مقدمة: إن عمليات الانتخابات الرئاسية و التشريعية و المحلية لم تعد المحدد الرئيسي لاختيارات الشعب، و إنما أصبحت تخضع لتأثير و اتجاهات كل من الأحزاب السياسية و وسائل الإعلام و الجماعات الضاغطة و المهنية، خاصة في الدول التي بها أحزاب كثيرة أين يتشتت رأي الناخبين مما يؤدي إلى ائتلاف الأحزاب فيما بينها. مثال ذلك : إيطاليا نجد فيها أحزاب (اليمين و اليسار) .


     و هذا عكس الدول التي تحتوي على أحزاب قليلة وقوية، نجد أن الناخبين يشاركون فعلا في اختيار ممثليهم. مثال ذلك: الولايات المتحدة الأمريكية (الجمهوريين و الديمقراطيين

1- أنواع الأحزاب السياسية: نجد بادرة الأحزاب في الدولة الإسلامية لأول مرة خاصة بعد حكم الخليفة " عثمان بن عفان " رضي الله عنه. مع فارق في المفهوم الإيديولوجي مع الأحزاب الحديثة، ثم عرفت ظاهرة الأحزاب في أوروبا، خاصة في بريطانيا و فرنسا وذلك بعد ظهور اللجان البرلمانية و الجمعيات الفكرية، ثم الخلايا السرية القائمة على التنظيم المحكم في الأحزاب الشيوعية و يوجد 03 أنواع من الأحزاب.

1- الأحزاب المحافظة: ظهرت بأوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية و تهتم بالنوعية و ليس بالعدد، أي عدد المنخرطين (مبنية على الانتماء العائلي أو على اكتساب الثروة ) و ذلك لسد مصاريف الحملات الانتخابية.

و هي لا تصرح بإمتيازات أعضاءها (أو قادتها) للجماهير، و تفتقر لإيديولوجية واضحة، و تتكون ميزانيتها من الهبات و المنح، أما عن هيكلتها القاعدية فهي تعتمد على اللجان المحلية، و تتمتع بإستقلالية كبيرة في الهيئات المركزية.

2- الأحزاب الإشتراكية: ظهرت في القرن (19) ضد الطبقة البرجوازية (الأرستقراطية) أي ضد الحكم البرجوازي، و ذلك بالقيام بحملات لتبيان مساوئ النظام الرأسمالي، غير أنها إنقسمت فيما بعد إلى أحزاب أخرى تستمد مبادئها من الإشتراكية، إلا أن أغلبية هذه الأحزاب لا علاقة لها بالإشتراكية. مثال ذلك: الأحزاب الإشتراكية  أو الأحزاب العمالية، و هي نوعين.

أ- الأحزاب الجماهيرية: و هي تعتمد على العمال، و هي مفتوحة لجميع الجماهير العمالية. و تتكون ميزانيتها من إشتراكات العمال و هي تهدف إلى حماية الأغلبية من إستغلال الأقلية. مثال ذلك: الحزب العمالي البريطاني و الحزب الاشتراكي الفرنسي ( في الحقيقة إنهم دافعوا على مصالح الطبقة الأرستقراطية     و ليست لهم أية علاقة بالإشتراكية).

ب- الأحزاب الشيوعية: و هي مثل الأحزاب الإشتراكية العمالية، تهدف إلى توسيع فكرة الديمقراطية إلى أكبر عدد من المواطنين و السماح لهم. بممارسة السلطة، إلا أنها تقتصر في الإنخراط إليها أو فيها على الأفراد اللذين يمثلون الطبقة العاملة الواعية في خلية المؤسسة، و السبب يعود إلى المصالح المادية للعمال حسب وجهة نظر المار كسية، و هي تحتل الأولوية على مصالح الأحياء، و تتميز بإحتكارها السلطة بدون منافس و لا تعترف بأي حزب ينافسها في السلطة. مثال ذلك: وجود أحزاب في أوروبا الشرقية إلى جانب الأحزاب الشيوعية لا يعني أنها منافسة للحزب الحاكم.

و هذان النوعان لهما عند تسميات مثل حزب العدالة و الثقافة و الوطنية إلخ.
3- الأحزاب الفاشية: ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى، و تقسم أعضاءها إلى قسمين: مليشيا رسمية و ميليشيا إحتياطية، و هذان النوعان عبارة عن جيش مدني يرتدي لباس عسكري يتميز بالعنف و الإنضباط الصارم، و يتضمن عدد قليل من الأشخاص يقطنون في حي واحد.

ملاحظة: نظام تعدد الأحزاب يتماشى مع النظم المتقدمة لتحقيق الديمقراطية، و ليس في الدول النامية التي فيها مظاهر التخلف التي تعرقل نمو الفكر الديمقراطي، مثل عدم توافر الحاجيات الأساسية للعيش، الجهل و الأمية و العصبية و الجهوية، لأن هذه الظواهر السلبية تؤدي إلى إدخال الدولة و المجتمع في مشاكل لا يحمد عقبها. مثال الأزمة الجزائرية في بداية التسعينات ( أحداث جوان 1991).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحضير درس الكفاح التحرري في قارتي إفريقيا و آسيا في التاريخ للسنة الثانية ثانوي

تحضير درس الموقع الجيوسياسي للجزائر في الجغرافيا للسنة الثانية ثانوي

تحضير درس المجال الجغرافي للجزائر في الجغرافيا للسنة الثانية ثانوي