الشريعية الاسلامية و
حقوق الانسان: إن الشريعة الاسلامية
بإعتبارها لها تصور شامل لكل لأمور و كافة المجالات فلها كذلك نظرة فاصلة للأمور
إنطلاقا من المصادر الاساسية للشريعة الاسلامية خاصة القرآن و السنة و لقد خلق الله الانسان و جعله خليفة
في الارض و من هنا كانت له الحقوق ضرورية و فنفس الوقت تقع عليه وحرمات لا يجب أن
يتعداها بغير مبرر شرعي فالانسان في ظل الفلسفة التي قامت عليها حقوق الانسان في
الاسلام يتمتع بمكانة عالمية تجعله من اهم اشخاص القانون الدولي ( أي الجهات أو
الأطراف المخاطية بقواعد القانون الدولي) و من المعلوم ان الشريعة الاسلامية كانت
سباقة منذ أكثر من 15 قرن في وضع فلسفة متكاملة و متوازنة لحقوق الانسان حيث عملت
على التوفيق بين مصالح لأفراد و مصالح المجتمع من جهة و بين الحقوق المدنية و
السياسية و الاقتصادية و
الاجتماعية و التقافية من جهة اخرى.
اهم الحقوق الواردة في الشريعة
الاسلامية: لقد كان الانسان في الشريعة الاسلامية و حمايتها شاملة و جامعة
تماشيا مع المقاصد الخمس التي حددها الفقه الاسلامي و هي:
حفظ الدين، حفظ
النفس، حفظ العقل، حفظ النسل، حفظ المال.
1 - الحق في الحياة: ان اهم الحقوق و
الحريات على الاطلاق هو الحق في الحياة و هذا سواء كان في الشريعة الاسلامية او في
القانون الوضعي و لا خلاف على ذلك و ان حياة الانسان مقدسة في الاسلام و ذلك وفقا
لقوله تعالى: " من قتل نفسا بغير حق".
2- الحق في الأمن:
لقد اعطت الشريعة الاسلامية أهمية معتبرة لهذه الحقوق الانسانية كحق الامن
كما جاء في الآية 33 من سورة الاسراء " و لا تقتلوا النفس التى حرم الله الا
بالحق و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان
منصورا" و تأكيد لهذه الآية يقول رسول (ص) " كل مسلم حرام دمه، و ماله و
عرضه" اذن فلقد تناولت هذه النصوص حرمة النفس و تحريم الاعتداء عليها بأي شكل
من اشكال كما شرعت من القصاص و الحدود و العقوبات ما يكفل حمايتها من أي اعتداء.
3- حرية التنقل: الشريعة الإسلامية
تضمن حرية التنقل سواء لطالب العلم أو الرزق او التجارة و
هي مضمونة بذلك اذا وجد مبرر مشروع في ظروف.
4 - حرمة المسكن: هو مصان. حيث
وردت آية صريحة بشانه.
5- حرية العقيدة: لقد منع تعالى اكراه
الناس على اعتناق دين معين لقوله تعالى: " لا اكراه في الدين قد تبين الرشد
من الغي" سورة البقرة الآية 256 نضيف بعض الحقوق و الحريات منها: حرية العمل-
حرية التعليم- حق التحرير من الرق ( لا يوجد نص بتحريم الرق) حق الانسان في حماية أملاكه
و أمواله - حق المشاركة في الوظائف العامة.
- تدابير
حماية حقوق الانسان في الشريعة الإسلامية: هناك عدة تدابير لحماية حقوق الانسان من
اهمها:
1)-المساواة امام
القانون:
يقول الرسول عليه الصلاة و السلامالناس سواسية كأسنان المشط، و هذا يعني أنه يجب
الخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية من جميع الناس بعض النظر عن أي اعتبار اخر و يقول
تعالى:" ان الله يامركم ان تؤدوا الأمانات إلى
اهلها و إذا حكمتم بين الناس ان تحكموا
بالعدل".
النساء الآية 58 و
لقد ركزت الشريعة الإسلامية على مبدأ المساواة بين الناس امام القانون كما ربطت
المساواة بتحقيق العدل لأنه لا يمكن تأسيس دولة بدون هذه المبادئ فالمساواة و
العدل اساس الملك.
2)- ولاية المظاليم: و هذه الوسيلة تعتبر
من ضمانات حماية حقوق الانسان و
الحريات الأساسية في الشريعة الإسلامية و هي تعتبر كجهاز يجمع بين وظيفتين ( وظيفة
القضاء ووظيفة السلطة) و تتمثل هذه الوظيفة في الفصل في المسائل التي يعجز القضاء
عن الفصل فيها و يلجأ اليها المتقاضون اذا اعتقدوا ان حكم القاضي لا يحقق لهم
العدل، فهذه الوسيلة يمكن اعتبارها من جهة كجهة طعن في الاحكام القضائية و من جهة
أخرى تفصل في النزاعات بين الافراد و الاعتداءات التي قد تحصل من الولاة و الحكام
( مايسمى بالنزاعات الادارية).
3)- مبدأ الشرعية: و مقتضى هذا المبدأ
انه لا يمكن معاقبة أي شخص الا بناءا على فعل مجرم سابقا و هذا الفعل نجده مجرما
بموجب نص في مصادر التشريع الاسلامي سواء القران الكريم طبقا للقاعدة المعروفة
" لا جريمة و لا عقوبة الا بنص……….لأن
الاصل في الأشياء الاباحة و هذا المبدأ يتطابق في الشريعة الاسلامية و القانون
الوضعي خاصة في مجال القانون الجنائي.
4)- عدم رجعية
القوانين:
و هذا يعنى ان القوانين تسري بأثر فورى و لا يمكن ان تطبق على الماضي الا إذا
وجد نص صريح يجيزه و هنا تتساوى الشريعة الاسلامية و القوانين الوضعية. فلا عقاب
على فعل الا إذا حصل في ظل قانون بجريمة و يعاقب عليه
و قد وردت ايات في هذا الشأن " و ما كنا معذبين حتى نبعت رسولا " و قوله
تعالى " و ما أهلكنا قرية الا ولها منذرين.
5)- مبدأ البرأة: لقد سبقت الشريعة
الاسلامية الى إقرار هذا المبدأ الذي اصبح اليوم من المبادئ الإنسانية لمجال حقوق
الانسان سواء في الاعلانات و المواثيق الدولية
او في الدساتير الوطنية فالأصل اذا في الانسان البراءة الى ان يتبين عكس ذلك
بالدلائل القطعية و البينة و جاء في
الاية: " و مالهم به من علم إن ينتفعون ان الظن لا يغني من الحق شيئ"
سورة النجم 28 و قوله (ص) " إدرؤو بالشبهات ما استطعتم و ان الخطأ في البراءة
خير من الخطأ في الادانة " و هذا ينتج عن ان الشك يفسر لصالح المتهم و
الادانة لا تبني الا على دلائل يقينية و قطعية".
6)- مبدأ شخصية
الجريمة و العقوبة: و هذا يعني ان كل انسان يعاقب شخصيا
على ما اقترفه من افعال مجرمة و هذا ما ورد في قوله تعالى:" و لا ترز وازرة
وزرة اخرى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق