الميـدان:السيرة النبوية الشريفة.
الوحدة
التعليمية:رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملوك عصره.
الهدف
التعلمي:أن يتعرف على الوثائق من خلال الإطلاع عليها وأن يحلل
مضامينها ويستنبط أهم أحكامها.
أوّلا-المناسبة والظروف:لما
رجع9من
الحديبية في ذي الحجة سنة 6ه، أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام،وكتب
إليهم كتبا،فقيل:يا رسول الله،إن الملوك لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ رسول الله9يومئذ
خاتما من فضة نقشت ثلاثة أسطر:محمد رسول الله وختم به الكتب.فخرج ستة نفر في يوم
واحد،
وذلك
في المحرم سنة 7ه وكان كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم،يدعوهم
فيها إلى الإسلام،فجاءت هذه الكتب وسيلة دعوية هامة،لإعلام
الناس وإبلاغهم بدعوة الإسلام،وقد كان بعضهم
يجهلها مثل كسرى،وبعضهم ينتظرها مثل قيصر.
ثانيا-نماذج من رسائل الرسول9:
|
أ-رسالته إلى النّجاشيّ:
|
ب-رسالته
إلى هرقل:
|
1-نص
الرسالة
|
بسْمِ
اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ
مِنْ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إلَى النّجَاشِيّ عَظِيمِ الْحَبَشَةِ؛أَسْلِمْ
أَنْتَ،فَإِنّي أَحْمَدُ إلَيْكَ اللّهَ الّذِي لَا إلَهَ إلّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدّوسُ السّلَامُ الْمُؤْمِنُ
الْمُهَيْمِنُ وَأَشْهَدُ أَنّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رُوحُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ الْبَتُولِ الطّيّبَةِ الْحَصِينَةِ فَحَمَلَتْ
بِعِيسَى فَخَلَقَهُ اللّهُ مِنْ رُوحِهِ وَنَفَخَهُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ
بِيَدِهِ وَإِنّي أَدْعُوكَ إلَى اللّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
وَالْمُوَالَاةِ عَلَى طَاعَتِهِ وَأَنْ تَتْبَعَنِي وَتُؤْمِنَ بِاَلّذِي
جَاءَنِي فَإِنّي رَسُولُ اللّهِ وَإِنّي أَدْعُوكَ وَجُنُودَكَ إلَى اللّهِ
عَزّ وَجَلّ وَقَدْ بَلّغْتُ وَنَصَحْت فَاقْبَلُوا نَصِيحَتِي وَالسّلَامُ
عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى"
ملاحظة:أول
رسول بعثه رسول الله9عمرو بن أمية الضمري إلى
النجاشي فأخذ كتاب رسول الله 9فوضعه على عينيه ونزل من
سريره،فجلس على الأرض تواضعا ثم أسلم وشهد شهادة الحق، وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته.
|
بسم
الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على
من اتبع الهدى: أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك
مرتين، فإن توليت عليك إثم الأريسيِّين، "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا
اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا
أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ"آل عمران64
ملاحظة:ثبت
في الصحيحين أن الرسول9قد كتب إلى هرقل مع دحية
بن خليفة الكلبي يدعوه إلى الإسلام. وذلك في مدة هدنة الحديبية وأمره أن
يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر.
|
2-تحليلها:
|
-احتوت الرسالة على عبارات خاصة
بالمسلمين،لم تكن معروفة أو متداولة من قبل مثل:بسم الله الرحمن الرحيم وتلك
دلالة على تأثر النجاشي(أصحمة)بالمسلمين المتواجدين عنده ودخوله في الإسلام
وتأثره به بعد ذلك.
-الاعتراف بألوهية الله وحده لا شريك
له،وإن ذلك كفر صريح بعقيدة التثليث التي تؤمن بها النصارى.
-ثبوت دخوله في الإسلام بنطق الشهادتين وتقديم
عهد البيعة لرسول الله9لذلك فقد أمر الصحابة
بالصلاة عليه صلاة الغائب.
-تميزت
هذه الرسالة عن سابقاتها بعنصر الإطالة ومزيد من الإيضاح والتفاصيل.
-تشابه
كبير بين رسالة هرقل مع رسالة النجاشي لأنه كان على النصرانية.
-كثرة
ذكر أسماء الله الحسنى في الرسالة دليل على تدين النجاشي.
|
-استخدام
النبي9لكلمة
رسول الله بدلا من نبي الله من أن يفهم هرقل أنه رسول يوحى إليه.
-الدعوة
في رسالته كانت بدعاية الإسلام لأن النصرانية ليس لها مشكلة في قضية إيمانها
بالله ولكن مشكلتها في اختراع ابن لله.
-ختم
الرسالة بالآية حتى يميز بين كلام الله وكلام البشر.
-أشارت
الرسالة إلى الأريسين وهم بسطاء الروم ومزارعيهم فيكون القصد أن رئاسة النّاس
أمانة في عنق حاكمهم فإن أظلهم فسيبوء بذنوبهم لأن النّاس على دين ملوكهم.
-اتسمت
الرسالة بالحكمة والموعظة الحسنة ولم تكن لهجتها عنيفة.
|
3-أهدافها:
|
-تحقيق
حملة إعلامية للإسلام وبيان عالميته.
-زيادة
تمسك المسلمين بدينهم.
-تغيير
كثير من القبائل موقفها من الإسلام.
-إدراك
الرسول9لسياسات
الملوك وبناء رؤية على هذا الأساس.
-دعوة
حاكم الحبشة إلى الإسلام.
كسب
علاقات مع تلك الدولة وحسن اختياره لسفرائه.
|
-تحقيق
حملة إعلامية للإسلام وبيان عالميته.
-زيادة
تمسك المسلمين بدينهم.
-تغيير
كثير من القبائل موقفها من الإسلام.
-إدراك
الرسول9لسياسات
الملوك وبناء رؤية على هذا الأساس.
أصبح
للدولة الإسلامية مكانة وقوة وفرضت وجودها واعترافها على الساحة الدولية آنذاك
كشف
للرسول9نوايا
الملوك والأمراء وسياستهم نحوه وحكمهم على دعوته.
-في
مكاتبته لملوك عصره دليلا على عالمية الإسلام.
|
ملاحظات:
نص
آخر لرسالة الرسول9إلى النجاشي:بسم
الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من محمد رسول الله إلى النجاشي،الأصحم عظيم
الحبشة، سلام على من اتبع الهدي،وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلاالله وحده
لا شريك له،لم يتخذ صاحبه ولا ولداً، وأن محمدًا عبده ورسوله،وأدعوك بدعاية
الإسلام،فإني أنا رسوله فأسلم تسلم،"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ
اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا
مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"فإن
أبيت فعليك إثم النصارى من قومك.
عند
تحليل هذه الرسائل إجمالا نجد فيه:
-تعظيم
الله تعالى.
-بيان
شخصية المرسل وصفته.
-تخصيص
كبار القوم وعظمائهم بالمراسلة.
-الأدب
الجم والدبلوماسية العالية.
-التحية
والسلام.
-الإيجاز
الوافي في عرض الدعوة.
-الترغيب
في اعتناق الإسلام.
-تحميل
العظماء مسؤولية توجيه وإرشاد شعوبهم.
-التذكير
ببعض الآيات القرآنية للاستئناس بها.
-دعوة أهل الكتاب إلى الحوار
الديني والجامع المشترك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق