خصائـص جريمـة التزويـر
خصائصهــا:
تتميز جريمة التزوير
بخصائص تميزها عن غيرها من الجرائم الأخرى ، و يظهر ذلك من خلال إخلالها بالثقة
العامة ، و مساسها بأمن و اقتصاد الدولة من جهة و تأثيرها على الأفراد و معاملاتهم
القانونية و الإدارية من جهة ثانية .
و نستطرق هذه الخصائص من خلال :
أولا- جريمـة ذات طابـع دولـي :
لعل مايميز جريمة
التزوير عن غيرها من الجرائم هو طابعها الدولي و ذلك بسبب الاتصالات السريعة بين
أقطار العالم و المبادلات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بين الدول و مع انتشار
المعلومة العلمية بشكل سريع على مستوى العالم الحديث .³
و من الخصائص العلمية
ما يستوجب أن تنظر إليها السلطات المعنية في كل دولة نظرة ذات أهمية خاصة في سبيل
مكافحتها و العقاب عليها و ملاحظة مرتكبيها و يبدوا ذلك من خلال :
أ- انتشار طرق المواصلات و سرعتها بشكل يربط دول العالم ببعضها البعض اقتصاديا
و اجتماعيا.
ب- إن عملة كل دولة أصبحت حاليا وسيلة مبادلة دولية لها أسعار محددة في
أسواق العالم و في البنوك و المصارف، مما يجعل الاعتداء عليها له تأثير على قيمتها
في تلك الأسواق و الوظيفة

الاقتصادية للنقود من حيث كونها وسيلة مبادلة بين الدول تتعدى حدود الدولة نفسها.
ت- عملية الترويج غالبا ما تتم في بلاد أخرى، حتى يبعد المزيفون الشبهات عن
أنفسهم و
يكونوا في مأمن من اكتشاف مصدر إنتاجهم الرئيسي بسهولة.¹
ث- عصابات التزوير و التزييف تتكون من أفراد ينتمون إلى جنسيات مختلفة و قد
انتشرت هذه العصابات التي اهتمت بتزوير العملة ذات القدرة الشرائية العالمية مثل
العملات الأمريكية التي يتم تزويرها في بلد آخر كإيطاليا ، ثم تروج إلى بلد آخر
يكون ممنوع فيه التعامل بالنقد الأجنبي
ج- إن جرائم التزوير و التزييف تشكل خطرا على الدولة التي تم تزوير أو
تزييف في إحدى محرراتها أو عملاتها فحسب بل إن أثرها يمتد ليشمل الدولة التي تم
الترويج فيها و هذا ما يزعزع الثقة في أداء المبادلات التي تمثلها العملة كما تشكل
خطرا على العلاقات الاقتصادية بين الدول .²
ثانيا- جريمـة التزويـر جريمـة اقتصادية
تمس جريمة تزوير الاقتصاد
الوطني بدرجة كبيرة و تظهر هذه الجريمة في تزوير النقود بحيث إذا انتشرت النقود
المزورة بإحدى الدول يترتب على ذلك ظهور أزمة اقتصادية ، كما تفقد هذه الدولة
الثقة في عملتها سواء داخليا في التعامل بين الأفراد أو خارجيا في التعامل مع
الدول ، علاوة على ذلك إنما تعتبر اعتداء على الدولة و سيادتها و حقها في إصدار
النقود كما تشكل اعتداء على حق الأفراد ، بالتالي فإنها تمثل إهدار الموارد
المالية للأفراد و الدخل الوطني .³

(1)
د/ عبد الفتاح مراد: التحقيق الجنائي و البحث
الجنائي-مصر-دار النشر الإسكندرية 2006 ص376
(2)
د/فرح علواني هليل: جرائم التزييف و التزوير و الطعن
بالتزوير و إجراءاته-المرجع السابق-ص18
(3)
د/أحمد أبو الروس: قانون جرائم التزييف و التزوير و
الرشوة و اختلاس المال العام من الوجهة الفنية و القانونية –مصر- المكتب الجامعي
الحديث الإسكندرية سنة 1997 ص 482.
إن ظاهرة تحول
الإجرام في العصر الحديث عنف إلى جرائم احتيال مقتضاه أن يلجأ المجرم إلى الاستعانة
بعقله أكثر من عضلاته في ارتكاب الجريمة و هذا كان نتيجة تطور المدنية و انتشار
العلوم الحديثة و الفنون ووسائل الطباعة الحديثة و تنوعها .
رابعا- جريمـة ذات طابـع ذهنـي علمـي
جريمة التزوير و استعمال المزور تعتمد على المعلومات و المعارف الفنية و
التكنولوجية التي فرضها التقدم الحضاري للمدينة الحديثة و يتطلب ارتكابها تجنيد
مختلف العلوم التقنية و الفنية و الصناعية فهي تستلزم تخصص و تفنن المصور و الرسام
و الحفار و السباك و غيرهم من ذوي المهارات الفنية المتخصصة كما أنها تحتاج
لعمليات ذهنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق